**نرصد أهم مميزات ومخاطر فوز ترامب أو كلينتون على مصر **فوز ترامب يضمن بقاء السيسى فى الرئاسة.. وكلينتون تميل إلى المعارضة **محللون: "كراهية الإخوان" تقرّب وجهات النظر بين السيسى وترامب **إسلاميون: ترامب عنصرى وشديد الكره للإسلام تترقب أنظار الملايين فى العالم انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري اليوم، وسط منافسة شرسة بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، وتجرى هذه الانتخابات لاختيار الرئيس رقم 45 فى تاريخ الولاياتالمتحدة، وسط تغييرات كبيرة حدثت فى العالم بأسره، وتتخذ هذه الانتخابات أهمية كبرى لدى المراقبين فى منطقة الشرق الأوسط نظرا لما تشكله نتيجتها من أهمية وتأثير بالغ فى قضايا المنطقة، مثل محاربة الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية كتنظيم "داعش"، والموقف من الأزمات المشتعلة فى سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، والعلاقات الأمريكية مع دول المنطقة، مثل العلاقات مع دول الخليج، والعلاقات مع مصر. ويتابع النظام المصرى باهتمام منقطع النظير الانتخابات الأمريكية وبالرغم من عدم إعلان موقف رسمى وصريح فى دعم أحد المرشحين للانتخابات الأمريكية، إلا أن كل الدلائل والمؤشرات توضح دعم غير معلن للمرشح الجمهورى دونالد ترامب عن نظيرته كلينتون، وذلك لتقارب وجهات النظر والأفكار بين ترامب والنظام المصرى والتى من أهمها الموقف المتقارب والعدائى لجماعة الإخوان المسلمين والتى دائما يصفها ترامب فى خطبه بأنها جماعة متشددة تميل الى العنف وهذا سيصب فى صالح النظام المصرى الذى صنف الإخوان كجماعة إرهابية، فى الوقت ذاته يخشى النظام الحالى من فوز المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، لأن هناك تقاربًا ولو غير معلن بينها وبين الجماعة التى ستدعمها فى الانتخابات الحالية. واختلف المحللون حول المرشحين الاثنين من حيث الأهمية والتأثير الإيجابى على مصر حال نجاحه فى الانتخابات الرئاسية، ففى الوقت الذى يرى فيه فريق أن كلينتون هى الأفضل حال وصولها إلى كرسى الرئاسية نظرًا لما تتمتع به من إلمام تام بقضايا المنطقة العربية والخبرة الواسعة فى التعامل مع أنظمتها الحاكمة، يرى فريق آخر أن المرشح الديمقراطى ترامب هو الأفضل كونه أحد الذين يهاجمون الجماعات التى حظرتها الأنظمة العربية فى الآونة الأخيرة. وفى إطار ذلك كله ترصد "المصريون" آراء المحللين والإسلاميين فى الانتخابات الأمريكية المزمع عقدها بعد غد الثلاثاء، وأثر نتائجها على مصر والنظام برمته. محللون: النظام متوافق الأفكار مع ترامب ويخشى من كلينتون أكد المحللون والخبراء أن النظام الحالى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يفضل فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب على نظيرته كلينتون، وذلك لأن ترامب معروف كراهيته الشديدة لحركات الإسلام السياسي، والتى من أهمها جماعة الإخوان المسلمين وسيصب ذلك فى مصلحة السيسى ونظامه من خلال مزيد من الاستقرار والشرعية، فى الوقت ذاته أشار المحللون إلى أن ترامب له تصريحاته الفجة نحو المسلمين بصفة عامة والتى دائمًا تثير الشارع خاصة تلك التصريحات التى قالها بيانه فى ديسمبر 2015، عقب هجوم سان برناردينو الذى دعا فيه إلى منع "شامل وكامل" للمسلمين من دخول أمريكا، ومراقبة المساجد وتأسيس قاعدة بيانات للمسلمين الذين يعيشون فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. عامر: كلينتون على دراية بقضايا الشرق الأوسط وترامب متطرف يقول الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية هى أهم انتخابات على الإطلاق، وذلك لما تشكله نتيجة هذه الانتخابات فى قضايا الشرق الأوسط، والعلاقات الأمريكية مع دول المنطقة، مثل العلاقات مع دول الخليج، والعلاقات مع مصر، والموقف من العالم الإسلامي، والموقف من استخدام القوة العسكرية كإحدى أدوات السياسة الخارجية وأبعاد الاستمرارية وحدود التغيير فى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا الشرق الأوسط. وأشار عامر إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يعلن عن موقفه من دعم أى من المرشحين بشكل رسمى حرصًا على العلاقة مع الرئيس الأمريكى القادم، لكن أغلب مواقف والرؤى التى يطرحها دونالد ترامب المرشح الرئاسى عن الحزب الجمهورى تشير إلى أن ثمة آراء مشتركة وأفكارًا تجمعه مع الرئيس المصرى أبرزها الموقف من جماعة الإخوان، حيث وصف ترامب جماعة الإخوان بالمتشددة فى خطاب له اتهم فيه هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى بمساعدة الإخوان للوصول للحكم على حساب الرئيس الأسبق مبارك، قائلا: "فى مصر ساعدت كلينتون على الإطاحة بنظام صديق واستبدلته بنظام متشدد تابع للإخوان المسلمين، وقد تمكن الجيش المصرى من استرداد السيطرة لكن كلينتون فتحت علبة الشرور الخاصة بالإسلام المتطرف"، واتهم ترامب الرئيس الأمريكى أوباما بمساعدة الإخوان حيث قال "دعم أوباما عزل نظام صديق فى مصر دخل فى معاهدة سلام طويلة الأمد مع إسرائيل، ثم ساعد فى جلب الإخوان المسلمين إلى السلطة بدلا منه"، وهو موقف يتوافق مع قناعات الرئيس السيسى من جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف رئيس مركز المصريين، أن تصريحات كلينتون وترامب تجاه النظام الحاكم فى مصر كان له دور فى تحديد المرشح المفضل لرئاسة أمريكا لدى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، ففى شهر ديسمبر 2015، قالت هيلارى كلينتون خلال مناظرة على الهواء مع منافسيها داخل الحزب الديمقراطى بيرنى ساندرز عن النظام الحاكم فى مصر "رأينا ما حدث فى مصر، لقد حذرت من سقوط سريع لمبارك، وها نحن الآن مرة أخرى مع ديكتاتورية عسكرية بشكل جوهري". وعن مزايا كل من المرشحين للانتخابات الأمريكية، قال عامر إن هيلارى كلينتون تعى قضايا المنطقة العربية ولديها خبرة واسعة فى التعامل معها على عكس ترامب "المتطرف"، لكن من يتفاوض مع ترامب سواء النظام المصرى الحاكم أو غيره من الأنظمة فى العالم سيستفيد من تطرفه لأن مواقفه واضحة ومعلنة وشعبيته يستمدها من تطرفه وأن تولى هيلارى كلينتون رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، سيكون فى كل الأحوال أفضل من حكم ترامب مرشح الحزب الجمهوري، رغم أن لها بعض المواقف غير الجيدة من مصر والعالم العربي، وذلك لأن سياسة "كلينتون" مع مصر والعرب ستكون امتدادًا لسياسة باراك أوباما مع تلافى الأخطاء التى وقعت فيها الأخير، وبالتالى ستكون أكثر هدوءًا وثباتًا، على عكس ترامب المعروف بنزعاته العنصرية ضد العرب والمسلمين. متولي: الانتخابات الأمريكية تحدد مصير رئيس مصر القادم من جانبه، قال الدكتور خالد متولي، عضو حزب الدستور، إن الانتخابات الأمريكية الحالية ستكون مهمة بالنسبة للنظام المصري، لأن على ضوئها ستتحدد الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة والمزمع عقدها فى منتصف 2018. وأضاف متولي، أن النظام الحالى فى مصر يترقب بشغف نتيجة الانتخابات ويتمنى فوز المرشح الجمهورى ترامب، لأن ذلك سيساعده فى تولى فترة رئاسية جديدة، بسبب تقارب الأفكار والرؤى بين الجانبين فى عديد من القضايا فى منطقة الشرق الأوسط. وأشار عضو حزب الدستور إلى أن هناك مخاوف تقلق النظام من فوز كلينتون من تولى كرسى الحكم بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك لأن كلينتون معروف عنها تقاربها وتعاطفها مع تيارات الإسلام السياسى فى مصر، وبذلك يخشى النظام من توليها الحكم. إسلاميون: أمريكا تحافظ على مَن يحمى مصالحها فى مصر من جانبهم، أكد المحللون الإسلاميون، أن نتيجة الانتخابات الأمريكية لن تؤثر كثيرًا فى المنطقة عامة وفى مصر بصفة خاصة، فالولاياتالمتحدةالأمريكية تسير وفق منظمات ومؤسسات كاملة هدفها الأساسى حماية مصالحها الخاصة فى المنطقة ودعم من يحافظ على هذه المصالح، فلو وجد النظام الأمريكى الجديد أن النظام المصرى مستمر فى الحفاظ على مصالحه فى المنطقة سيدعمه إلى الأبد أما إذا وجد عكس ذلك فسيقوم بتغييره. شوبير: ترامب يكره المسلمين وكلينتون تحابى إسرائيل أما محمد شوبير، منسق عام حركة غربة والقريبة من جماعة الإخوان المسلمين، فيشير إلى أن الانتخابات الأمريكية الحالية تأتى فى ظل أزمات بعض دول الشرق الأوسط، وقد أنهكتها الحروب والبعض الآخر قد ضربها الجوع لتدهور اقتصادها والعديد من الدول وقعت فى وحل السياسة ولا تستطيع أن تتخلص من وحلها، ولذلك تتطلع هذه الدول إلى الإدارة الأمريكية المرتقبة لعلها تجد فيها ضالتها. وأضاف شوبير: تأتى مصر فى قلب الحدث من الشرق الأوسط فقد عانت وما تزال تعانى من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادي، بل وهناك اقتسام مجتمعى نشأ بعد أحداث 3 يوليو وتبعاته، مشيرا إلى أن النظام المصرى يخطب ود الإدارة الأمريكية الجديدة حتى قبل مجيئها بعدة شهور، فعلى هامش اجتماعات الأممالمتحدة التى تمت فى سبتمبر الماضي، طلب السيسى مقابلة كل من هيلارى كلينتون ثم دونالد ترامب، وذلك حتى يضمن دعمهما المستمر مند 3 يوليو، وقد جاء ذلك التصريح لرأس النظام فى خطابه فى مؤتمر الشباب قبل عدة أيام، وفى ذلك تكذيب للإعلام المصرى الذى دأب على ترويج أن أمريكا تقف لمصر بالمرصاد، موضحا أن السياسية الأمريكية واحدة سواء تداولها الديمقراطيون أو الجمهوريون، المهم الحفاظ على مصالحها فى مصر جيدًا وهو ما يحققه النظام الحالى فى مصر بامتياز. وأشار منسق عام حركة "غربة" إلى أنه من المعروف من خلال شواهد عديدة أن النظام المصرى يفضل ترامب لمساندته ودعمه علنا فى أكثر من مناسبة والإشادة بسياسته الأمنية ضد الإسلاميين، حيث معلوم موقف المرشح الجمهورى من الإسلام والمسلمين ودعواته العنصرية تجاههم. وأوضح شوبير، أن لكلينتون سياسة تقليدية للغاية، لا تأتى بأى خطوات مفاجئة، واعتمدت فى حملتها الانتخابية على أموال اللوبى الصهيونى بشكل كبير، ومن ثم الحفاظ على إسرائيل والدفاع عنها، وهو أمر حيوى لها وأتوقع ان تبتعد مرشحة الحزب الديمقراطى بنفسها عن الانخراط فى مسألة الشرق الأوسط مثل سلفها أوباما، إلا لحماية إسرائيل، أما ترامب فيوصف بالغوغائية وعدم الخبرة السياسية، فلم يمارس السياسة من قبل، وهنا تكمن الخطورة، فغالبًا مستشاروه هم من سوف يديرون سياسات الدولة، وبذلك تخضع لمصالحهم، ولكن دولة المؤسسات والتوازنات والعلاقة بين الرئيس القادم والكونجرس سوف يكون له أثره فى تقويم الاعوجاج الذى سيحدثه تولى رجل أعمال إدارة البلاد. وعن تأثير الإدارة الأمريكية على انتخابات الرئاسة القادمة فى مصر، قال شوبير إنه من المعروف أن الغرب لا تحركه إلا مصالحه وأمريكا مثال صارخ لهذا طالما ظل النظام المصرى يحمى إسرائيل ويدافع عنها، ويقوم بتأمين الشريان الملاحى، ويرعى مصالح أمريكا غير المعلنة.. فستدعم الإدارة الأمريكية النظام، وفى المقابل علينا ألا ننسى المعونة الأمريكية السنوية لمصر وتبعاتها. سعيد: رئيس أمريكا القادم سيختار الرؤساء العرب الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، يقول إن المرشحين الأمريكيين كلاهما يراهن على رعاية مصلحة بلاده فى المنطقة، وحماية الأمريكيين، كما يتنافسان على دعم ما يسمى بإسرائيل وتقديم المميزات لها. وأشار سعيد إلى أنه أياً كان الفائز فى الانتخابات الأمريكية فستحكمه سياسة المؤسسات بأبعادها المختلفة، وأهداف مجموعات الضغط الصهيونية والصناعية سواء العسكرية منها أو النفطية، وكذلك موازين القوى العالمية. وأوضح متحدث الجبهة السلفية إلى أن الشعب الأمريكى سيختار رئيس أمريكا، والذى كثيرًا ما يختار هو رؤساء العرب، ولكن ستبقى أمامه تحديات عدة وما يهمنا منها هو ما يسمى بالحرب على الإرهاب، والقضية الفلسطينية، والصراعات فى ليبيا والعراق وسوريا وهى الأهم فى إطار التوتر الروسي/الأطلسى واحتمالية مقايضتها مع سوريا. وأشار سعيد إلى أن الرئيس الأمريكى القادم سيرث فشل إدارة أوباما فى إدارة العلاقات مع شركائهم الخليجيين ومقامرته التى لم يجن مكاسبها بالتقارب مع إيران. وأضاف: بما أن السياسة الأمريكية فى المنطقة قد قامت على الدعم العلنى للديكتاتوريات بدعوى استقرار النظام السياسي، فلا أتوقع تغيرها، ولكن هذه السياسات العدوانية ستنعكس على زيادة الفوضى الاجتماعية، وتطور دور الجماعات الإسلامية وخاصة منها الجهادية.