فى منزل ريفى مبنى من الطوب اللبن الذى أوشك على الانهيار على عمى عثمان المريض المسن، وزوجته المسنة أم كلثوم وينتظران الموت، تجلس أمام منزلها طوال اليوم لعل تجد من يعطف عليها، أو يعطيها حسنة تعيش عليها، كرتونة شيبسى تبيعها أمام المنزل، تحيطها مياه الصرف الصحى، الذى يملأ الشارع . فى وسط مدينة ملوى، يعيش عمى عثمان ملقى على ظهره لا يتحرك حتى الحمام يفعله وهو قعيد الفراش، بعد أن أصابه المرض بسبب حزنه الشديد على أولاده الثلاثة، محمد وأحمد ومحمود والذى فقدهما فى 3 حوادث متفرقة، وماتوا فى حوادث سير، ليجلس الأب مريضاً كاد أن يموت من شدة البكاء. يجلس عمى عثمان عبد الرحمن محمود، الذى تجاوز السبعين والزوجة أم كلثوم محمود، التى تجاوزت الستين من عمرها يتأملان وجوه المارة، تارة تبتسم لكى تخفى أحزانها على أولادها الثلاثة، أو تنظر للمارة لعلها تجد من يعطف عليها، منتظرة رزقًا من الله يأتيها من محسن قد يرق قلبه لحالها ترتدى الثياب الأسود المتمزق والمهلهل، والذى لم يتبدل منذ 6 سنوات منذ رحيل آخر أولادها الثلاثة. يتناول عمى عثمان، طعامه المياه فقط وأحيانًا الأكل المهضوم، لأنه فقد الحركة من شدة الحزن والفقر الذى أحاط به من كل ناحية، كان يعمل فلاحاً بالأجرة عيشته كانت يوم بيوم والباقى على الله، إلى أن فقد أولاده فأصبح عاجزاً عن الحركة والعمل، جلبابه الرمادى يكاد أن يذوب من على جسده لم يستطع الكلام، لأنه فقد الكلام سوى تمتمات تخرج من لسانه لا تكاد أن تفهمها . "المصريون" التقت السيدة أم كلثوم والتى تقول: «رزقنى الله سبحانه وتعالى ب3 ذكور، من زوجى عثمان فى بداية حياتى، ضيعت عمرى كله فيهم وفى تربيتهم، كانت الحالة ماشية اللى بيرزق بيه ربنا كان بيكفينا أنا وأولادى وزوجى عثمان، فزوجى كان شغال باليومية فكان الدخل على حسب الشغل، فى شغل يبقى هناكل، مفيش شغل يبقى نربط الحزام على بطننا ونتحمل، حاولت أن أربى أولادى، وأن أعلمهم، ولكن أراد الله أن يحرمنى منهم فى 3 حوادث متفرقة، قلبى وجعنى عليهم قوي، بس نقول: حكمة ربنا". وأضافت، "أولاد الحلال ساعدونى فى شراء بعض أكياس الشيبسي، والحلويات حتى أستطيع أن أجد أنا وزوجى قوت يومنا، وأظل قاعدة مستنية اللى يأكلنى واللى يشربنى، ده ربنا بيرزق الدودة جوه الحجر وبيخلق الطير ورزقه معاه". وأوضحت، أن زوجى أصيب بمرض فى ظهره، فهو قعيد الفراش منذ 6 أعوام متتالية، الحمل تقل عليا ومياه الصرف بهدلت البيت هفضل منتظرة الموت لما يجينى أنا وزوجى طب هروح فين وآجى منين أنا والمريض ده، والله البيت هيقع علينا". وناشدت الرئيس عبد الفتاح السيسى قائلة: «يا ريس اعتبرنا زى أمك وأبوك، المجلس مش سائل فينا، ومحدش بيسأل علينا غير ولاد الحلال اللى بيعطفوا عليا أنا وزوجى بلقمة أو همة أو حتى قرشين، أقدر أعيش عليهم وبعضهم بيدينى كرتونة شيبسى، أقدر أبيعها وأعيش منها . وتابعت: "أنت يا سيسى دايمًا بتفرح الغلبان والمحتاج والفقير وصاحب العوز، بيتى هيقع عليا أنا وزوجى، قربنا نموت إحنا بنقعد بالأيام ملقيش أكل ولا شرب غير شوية مية تسد رمقنا قبل من نودع الدنيا".