بين عشية وضحاها، تراجع سعر الدولار في السوق الموازية "السوق السوداء"، إذ سجل سعر بيع العملة الأمريكية خلال الساعات الماضية 12.5 جنيه، بعد أن كان وصل قبل أيام إلى أكثر من 18جنيهًا. وأرجع متعاملون في السوق الموازية، هبوط أسعار العملة الخضراء لليوم الثاني على التوالي، إلى القرارات التي أصدرها المجلس الأعلى للاستثمار الثلاثاء، حيث تسيطر حالة من الخوف والترقب لإصدار قرارات مماثلة في القطاع المصرفي، قد تصعب من عملية تداول الدولار والترشيد من الاستيراد، إضافة إلى تردد أنباء عن اتجاه المركزي لإلزام البنوك بعدم قبول النقد الأجنبي مجهول المصدر. في الوقت الذي تشير فيه الغرف التجارية إلى أن قراراتها الأخيرة بوقف الاستيراد للسلع غير الأساسية سبب رئيس في انخفاض سعر الدولار، في ظل عدم إقبال المستوردين عليه، متوقعة أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الانخفاض، لا سيما مع القرارات التي صدرت من المجلس الأعلى للاستثمار والمحفزات الجديدة لجذب الاستثمار. ورأى الدكتور نبيل إسماعيل، الخبير الاقتصادي، أن هناك ثلاثة أسباب لهبوط الدولار ب "السوق السوداء"، أولها أن الصعود لم يكن طبيعيًا، لأنه حقق قفزات عالية في وقت قصير لا يتناسب وحجم العرض والطلب، مشيرًا إلى أن ذلك حدث نتيجة مضاربات التُجار الكبار. وأضاف إسماعيل ل "المصريون": "السبب الثاني تصريحات المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أمس الثلاثاء، والاجتماع مع مسئولي البنك المركزي وتجهيز حزمة من التشريعات سوف تسيطر على أسعار الدولار في السوق السوداء، أما ثالث هذه الأسباب فهي مبادرة الغرفة التجارية بوقف استيراد المنتجات غير الضرورية". مع ذلك، أكد الخبير الاقتصادي، أن "مبادرة وقف التعامل بالدولار لمدة أسبوعين، غير فعالة وتأثيرها محدود جدًا، ومن الصعب تنفيذها بسبب اعتماد مصر على الاستيراد بشكل أساسي". واعتبر أن "هبوط الدولار اليوم غير معبر عن السوق بشكل واقعي، حيث إن التعاملات التي تمت اليوم تمثل نحو 1% من التعاملات التي تمت عندما كان السعر 18 جنيهًا". وتوقع إسماعيل، أن يشهد سعر الدولار "انخفاضًا كبيرًا" خلال الفترة المقبلة بدءا من الأسبوع الحالي. من جانبه، قال الدكتور محسن الخضير، الخبير المصرفي، إن "الهبوط المفاجئ للدولار في السوق السوداء له شقان، الأول أن النظام بدأ يتعامل بعملات أخرى بدلاً من الدولار مثل اليوان الصيني، إذ إن الصين أودعت 20 مليار يوان بالبنك المركزي تمهيدا لتقديم المبادلات التجارية بين مصر والصين باليوان مقابل الجنيه، وبالتالي الدولار بدأ يفتقد تعاملاته في السوق السوداء". وأضاف الخضير ل"المصريون": "الشق الثاني هو توجه معظم الشركات لخفض الاستيراد منعًا من اللجوء للسوق السوداء أو منح فرصة للمضاربين لرفع سعر الدولار"، مؤكدًا أن الدولة بدأت بتوسيع تعاملاتها في تداول عملات أخرى في الأسواق المصرية، ولا يحتكر على عملة واحدة وهى الدولار. وتابع الخبير المصرفي: "المرحلة القادمة سوف تشهد تراجعًا كبيرًا بعد تعامل قطاع كبير من المستوردين باليوان". مع ذلك، استبعد أن يكون انخفاض الدولار، جاء بسبب قرارات اجتماع المجلس الأعلى للاستثمار، أمس الثلاثاء، مع مبادرة أمين عام الغرف التجارية بطرح مبادرة وقف التعامل بالدولار لمدة أسبوعين. يذكر أن صندوق النقد الدولي، اعتمد اليوان ضمن سلة العملات العالمية بجانب الدولار واليورو والإسترليني والين الياباني، جاء ذلك على خلفية احتلال الصين المركز الثالث في حجم التجارة العالمية.