طالبت بعض الحركات الصوفية، المواطنين بعدم التظاهر أو الانسياق وراء الدعوات، التى تطالب بالتظاهر ضد ارتفاع الأسعار والغلاء الذى يعانى منه المواطنون، نظرًا للظروف التى تمر بها البلاد. ورفض الدكتور عبدالله الناصر حلمى، أمين عام "اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت" فى بيان له دعاوى التظاهر بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء، محذرًا من أنها "فى هذه الظروف الدقيقة التى يمر بها الوطن، قد تؤدى لاندساس بعض العناصر المغرضة وإثارة الفوضى"، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل جاهدًة على خفض الأسعار لأن الدخل لا يتناسب مع مستوى الأسعار الحالي، مشددًا على عدم الانسياق وراء الفوضى. ورأى خبراء سياسيون، أن إطلاق بعض الطرق الصوفية دعوات لعدم التظاهر بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار تأتي في محاولة للتقرب من النظام، إذ إن هذه الطرق لم يكن لها دور أو رأى فى كثير من القضايا المهمة التى تمس المواطنين. الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، قال إن "الصوفية تريد من وراء ذلك التقرب للحكومة، حتى لا تتعرض للاضطهاد أو المساس بها من جانب الجهات المختلفة"، مضيفًا: "هناك العديد من القضايا المثيرة للجدل والمتعلقة بالدين ولم يكن للصوفية دور فيها وكذلك لم نسمع لها صوت أو إبداء رأى فى تلك القضايا على الرغم من أنها دعوة دينية بالأساس، مما يدل أن هناك مصلحة ما تريدها الصوفية من الدولة". وأضاف ل"المصريون"، أن الصوفية دعوة روحانية بالأساس ودائمًا تكون فى حب الله, ونادرًا ما تتدخل فى الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات ربما للتقرب من النظام والحكومة. وأوضح صادق، أن "ما نادت به بعض الطرق الصوفية ليس مخالفًا لأفكارها، فهى تسعى دائمًا للظهور وخطف الأضواء، خاصة وأنها من أكبر التجمعات على مستوى الأحزاب والحركات السياسية، فهى تضم أعدادًا كبيرة من الشعب المصري". وتابع: "هذه الدعوة من جانب هذه الطرق الصوفية والتى تطالب فيها بعدم التظاهر ضد الدولة بسبب ارتفاع الأسعار، تعد دعوات تعمل لصالح الدولة فى ظل وجود المشاكل والأزمات المحيطة بالبلاد". من جانبه، قال حسين عبد الرازق، القيادى البارز بحزب "التجمع"، إن دعوة بعض الطرق الصوفية لعدم التظاهر نتيجة ارتفاع الأسعار والغلاء، تعد محاولات للبحث عن دور سياسى لها، مضيفًا أنها محاولات لن تنجح ولن تجدى نفعًا؛ لأنها بالأساس حركات غير سياسية. وأوضح عبد الرازق ل"المصريون"، أن "الطرق الصوفية ليست كيانًا سياسيًا بل هى حركات روحية إن جاز التعبير، مضيفًا أن هذه الحركات ينتمى إليها أعداد كبيرة من المصريين، من أنحاء مختلفة من الدولة". وأضاف: "هذه الدعوات لن يكون لها صدى على أرض الواقع، نظرًا لأن دخول هذه الطرق فى السياسة ليس من طبيعة هذه الطرق"، متابعًا: هذا التحرك من جانب هؤلاء تحركًا خاطئا مائة فى المائة، ويجب على هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم ويعودن إلى طبيعتهم وهى الابتعاد عن الأمور السياسية".