إلى الدكاترة: عبدالمنعم أبوالفتوح، ومحمد سليم العوا، وحازم صلاح، نحسبكم جميعا، والله حسيبكم، أهلا لرئاسة مصر، فلديكم من المؤهلات ما يجعل كل واحد منكم جديرا بهذا المنصب، كما نحسب أن الدافع وراء ترشح كل منكم ليس شخصيا بقدر ما هو عام لصالح مصر وأمتيها العربية والإسلامية. وهذا ما أوقع جماهير التيار الإسلامى العريضة فى حيرة شديدة، وزاد من شدة حيرتها بل وانقسامها إصرار كل واحد منكم على المضى فى سباق الترشح للرئاسة منفردا، وعزز ذلك الانقسام التقارب الشديد بينكم، وعدم القدرة على اصطفاء أحدكم والاجتماع عليه، فلكل منكم إيجابياته التى تعد سلبيات عند الآخر، والعكس، ومن ثم كانت الحيرة شديدة والانقسام بين جماهير التيار الإسلامى بسببكم حاصلا لا محالة. لهذا أناشدكم الله تعالى أن تتوافقوا فيما بينكم على رئيس، يقوم باختيار نائبين أو ثلاثة منكم أو من غيركم، ليتكون بذلك التوافق شبه مجلس رئاسى يتعاون أفراده على العبور بمصر من هذه المرحلة الخطيرة، ولتأخذوا فى هذا برأى إمام الأمة وشيخ علمائها فضيلة الدكتور القرضاوي، أو برأى آخر تتوصلون إليه وتجمعون عليه، وعندى من أسباب هذه المناشدة ما يلى: 1. تعزيز فرص فوز أحد الإسلاميين بهذا المنصب الأهم فى مصر. 2. القضاء على الانقسام الموجود حاليا بين جماهير التيار الإسلامى، بل بين أبناء الحركة الإسلامية الواحدة، والذى يترتب عليه تفتيت الأصوات، الذى يؤدى بدوره إلى خسارة الجميع، وما أمر انتخابات نقابة المحامين منا ببعيد. 3. إن توافقكم سيقضى على التردد الموجود داخل الحركات الإسلامية، والتى باتت غير مستقرة، وغير مطمئنة إلى دعم واحد منكم. 4. إن توافقكم سيُضرب به المثل للجميع فى إعلاء المصلحة العامة للأمة وتقديمها على المصلحة الشخصية، ولكم فى الحسين بن على رضى الله عنهما الأسوة والقدوة، مع الإقرار بأن الظروف مختلفة. 5. إن توافقكم على واحد منكم لا يعنى التقليل من قدر غيره، فلربما يتم التوافق على المفضول لاعتبارات كثيرة، ولربما يكون الفرد فاضلا فى مجال مفضولا فى غيره، فأبو الفتوح مثلا فاضلا فى السياسة والإدارة مفضول فى العلم الشرعى، والعوا فاضل فى العلم والفكر مفضول فى غيرهما، وأبوإسماعيل فاضل فى الدعوة والخطابة مفضول فى غيرهما. 6. إن التوافق لا يعنى بالضرورة عدم النصح للرئيس، فقد أوجب الرسول الأمين صلى الله عليه وسلام النصح لأئمة المسلمين وغيرهم على الجميع، فما بالنا بالأعلام والجهابذة، ومصر الآن لا تحتاج إلى الرئيس الملهم بقدر احتياجها للرئيس المحب المخلص، الذى يستشير ويحترم ما تسفر عنه الشورى، وينزل عليه. 7. إن منصب الرئاسة ليس هو المنصب الوحيد الذى تُخدم البلادُ من خلاله، فكم من رئيس قيدته الأعراف والمراسيم والبروتوكولات، ورب غير الرئيس يستطيع القيام بما لا يقوم به الرئيس، وبجانب ذلك فإن كثيرا من المواقع تحتاج إلى من يملؤها ويحسن إدارتها، ويخدم وطنه وأمتيه من خلالها. 8. يصبح هذا التوافق ضرورة فى ظل سعى كثير إلى التوافق حول مرشح واحد، تصبح فرص فوزه كبيرة، حال إصراركم على إكمال السباق منفردين، ومن ثم فالخوف أن يعزز هذا الانقسام فرص فوز أحد الفلول، وعندها سنندم ولن ينفع الندم. فمن أجل مصر ناشدتكم الله، جل فى علاه... أن تتوافقوا.