السناوى: ضغوط دولية.. القطرى: أصبحت ملحة.. الزعفرانى: ليست مستحيلة.. والمتحدث السابق باسم الجماعة: المصالحة لا تخص الإخوان وحدهم أثار تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه بعدد من الصحفيين الخميس الماضى على هامش مؤتمر الشباب الوطني، الذى انعقد مؤخرًا بمدينة شرم الشيخ والذى جاء ردًا على سؤال حول المصالحة مع جماعة الإخوان "المصالحة مش هقدر أخد فيها قرار لوحدي، دا قرار دولة" ردود فعل واسعة، ما اعتبره سياسيون تلميحًا إلى إمكانية عقد مصالحة بين نظامه وجماعة الإخوان المسلمين. كشف الكاتب عبد الله السناوي، أن السيسى يتعرض لضغوط اقتصادية وسياسية من الدول الغربية، لكى يفتح القنوات السياسية المسدودة فى البلاد؛ عبر إجراء مصالحة مع جماعة الإخوان، وإعادة دمجها فى المشهد المصري. أوضح السناوي، فى مقال له أن الدول الغربية تخشى حدوث انهيار اقتصادى واجتماعى إذا استمرت الأوضاع فى مصر على ما هى عليه من انغلاق المجال العام واستمرار القمع وحملات التحريض. وأكد أن النظام فى ورطة، حيث إن قبوله بإعادة دمج الجماعة مستحيل، وممانعته مكلفة، مشيرًا إلى أن بعض الجهات الأمنية لا تمانع فى التصالح مع "الإخوان" بسبب خبرتها السابقة فى التعامل مع الجماعة. وفى سياق متصل قال خالد الزعفرانى الخبير فى الشئون الإسلامية، إن التصالح بين الإخوان وبين الدولة ليس مستحيلاً ولكنه صعب للغاية فى هذه الفترة لما تمر به البلاد من أزمات وما يحدث من تدهور علاقة مصر بالدول الخارجية، قائلاً: "تصالح النظام مع جماعة الإخوان يتوقف على علاقة مصر بالدولة الخارجية". وأضاف "الزعفراني" فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن المصالحة لابد أن تسبقها مراحل، أولها أن تتراجع جماعة الإخوان عن فكر العنف كما يجب على الدولة أن تدفع تعويض لهم عما حدث فى ميدان رابعة. وأكد "الزعفراني" أن الدولة تحاول أن تتصالح مع جماعة الإخوان فى الفترة الأخيرة، من أجل الاستقرار الداخلى والخارجي، موضحًا أن عدم وجود وساطة قوية بين الطرفين سببًا رئيسيًا فى تأخر المصالحة- بحسب قوله. وتابع: "أى تصالح بين إى أطراف مهما كان بيمنهم ليس مستحيلاً لكن لابد أن يسبقه خطوات ومراحل لأنه لا يوجد شيء يتم بين ليلة وضحاها. وفى السياق ذاته، يرى العميد محمود القطرى الخبير الأمني، أن المصالحة السياسية بين النظام السياسى القائم وجماعة الإخوان أصبحت ملحة فى هذه الفترة ؛ وذلك للاستقرار وزيادة الاستثمار، قائلاً: "الأمور أصبحت فى مصر غائمة ويجب العمل على الصلح من أجل الاستثمار". وأوضح القطري، فى تصريحه ل"المصريون"، أن المصالحة بين النظام والإخوان بأيدى الحكومة الحالية؛ لكنه يرى أن الحكومة ليس بها شخصية ذو خبرة تجعلها تسعى لوجود تقارب بين وجهات النظر. ونوه إلى أن الانقسام الذى تشهده الجماعة فى الآونة الأخيرة ليس وبالاً عليها وحدها؛ بل على العملية السياسية فى مصر برمتها. وتابع: " تمسك الإخوان بما أسموه الشرعية يعد وهمًا كبيرًا، كما أن التخوين والتراشق الإعلامى الذى يتم من الطرفين من أهم أسباب تباعد وجهات النظر". ، مطالبًا الطرفين بالتخلى عن هذه الأمور حتى تتقارب وجهات النظر وتتم المصالحة التى أصبحت مهمة للدولة – بحسب تعبيره. و قال أحمد رامي، المتحدث السابق باسم "حزب الحرية والعدالة"، إن الضغوط الغربية على الرئيس عبدالفتاح السيسى لا تهدف إلى التصالح مع "الإخوان المسلمين" بشكل مباشر، وإنما للحيلولة دون سقوط النظام وانهيار الدولة المصرية. وأضاف رامي، فى مكتب الإخوان الإدارى بالخارج فى تصريحات له، أن "الغرب لا يهمه التصالح بين النظام والإخوان، بل يعنيه فقط عدم انهيار الدولة فى مصر على غرار الحالة السورية، خوفًا من أن تتحول الهجرة غير الشرعية من بضعة مراكب من السواحل المختلفة؛ إلى حالة عامة. وأشار إلى أن "حالة الانهيار والفشل العام للدولة هى الأكثر خطورة، "فالغرب لا يريد أن يواجه آلاف الشباب المحبط اليائس المطارد المظلوم، حتى لا يعاقبه على ما يراه دورًا له فى ما وصلت إليه مصر". أما عن موقف "الإخوان" من المصالحة؛ فأوضح رامي،" أن هناك أمورًا يجب أن تسبق المصالحة، وهى فى أغلبها أمور عامة ولا تخص الإخوان وحدهم، من بينها إطلاق الحريات، وتحسين ملف حقوق الإنسان، والإفراج عن المعتقلين، حتى يتم الأمر فى إطار أعم، وهو المصالحة المجتمعية، والعودة إلى مسار ثورة 25 يناير، وليس المصالحة مع الإخوان فقط". وتابع: "من مصلحة النظام، كما أنه من مصلحة الإخوان؛ أن يتم نفى تهمة الإرهاب عن الجماعة، والتى تمت بمقتضى قرار وزارى وأحكام قضائية معيبة، فلا بد من أن يتم ذلك فى مرحلة تسبق أى حوار للمصالحة". وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد قال ردًا على سؤال حول المصالحة مع جماعة الإخوان:"مش هقدر آخد فيها قرار لوحدى"، مضيفًا خلال مؤتمر الشباب بشرم الشيخ :"المصالحة مش هقدر آخد فيها قرار لوحدي، دا قرار دولة".