اشتعلت حرب الألفاظ بين الجماعة السلفية ورئيس جامعة القاهرة، بعد إلغاء خانة الديانة من الأوراق والشهادات الخاصة بالطلاب التي فجرها الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة الفترة الأخيرة، حيث اتهم ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية "نصار" بأنه ينفذ أجندة خارجية، وذلك في فتوى له منشورة على الموقع الرسمي للدعوة السلفية، فيما وصف رئيس جامعة القاهرة هذا الاتهام بالجلل، وأن برهامى لا يستحق لقب "الشيخ" ولا يستحق الرد. وكان نائب رئيس الدعوة السلفية، شن هجوما عنيفا على رئيس الجامعة، بعد قراره بحذف خانة الديانة خلال تقديم الأوراق بجامعة القاهرة، قائلًا في فتوى له منشورة على الموقع الرسمي للدعوة السلفية: "العجيب أن عامة أوراق الجامعات ليس فيها أصلاً خانة الديانة، ربما إلا في الأوراق الشخصية للطلاب المتقدمين، كالبطاقة الشخصية، ونحوها؛ مما لا يملك أحد تغييره، ونسأل الله أن يهديه؛ موجهًا كلامه إلى الدكتور جابر نصار، فإن لم يهديه أن ينتقم منه؛ لما ينفذه مِن أجندة غربية خبيثة تهدف إلى إلغاء هوية الأمة، والدولة المصرية التي ينص دستورها على أن دينها هو الإسلام". وتابع برهامى: "أما إدعاء التمييز؛ فباطل قطعا فكل الطلاب لم يزالوا عبْر السنين يأخذون حقوقهم في الدراسة والتعيين، والدراسات العليا؛ مسلمين وأقباط، وإنما الذي يمارس التمييز ضد طائفة لاعتقادها الديني فهو "جابر نصار"؛ الذي يمارِس التمييز ضد "المنتقبات" لاعتقادهن بوجوب النقاب أو استحبابه، وهذا ينص عليه الدستور المصري الذي هو غصة في حلوق أمثال هؤلاء". من جانبه علق رئيس الجامعة، الدكتور جابر نصار، على تصريحات، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأنه لا يمكن الانجرار لمثل هذه المهاترات، وأن من يزعم أنه يتحدث تحت عباءة الدين فعليه الاقتضاء بالرسول أولًا، لافتًا إلى أن الله هو من يحكم بين العباد. وأضاف نصار، في مداخلة هاتفية بالإعلامية عزة مصطفى، مقدمة برنامج "صالة التحرير" المذاع على فضائية "صدى البلد"، أن الجامعة تعمل على منع أي ظلم من الممكن أن يقع على أي طالب، مشيرًا إلى أن ذكر خانة الديانة يشعر الطلاب بالظلم. وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أنه يمارس اختصاصات دستورية حددها القانون ضمن اختصاصات رئيس الجامعة، مشيرًا إلى أنه عندما نعطي لأحد قيمة أكبر مما يستحق قد يكون في ذلك تضخيما للأمر. ووجه الدكتور جابر نصار، رسالة لياسر برهامى، قائلا: "إننا أفضل منك تدينًا وأحرص منك على الدين، ولست مقيمًا على قربنا من الله، وكف عما تفعله، فأنت لست أهلًا للفتوى، لأنك طبيب أطفال تركت علاج الأطفال وتتحدث في أمور الدين"، مستدركا: "موتوا بغيظكم وسنفعل كل ما يخدم الجامعة وطلابها، ويرفع الظلم عنهم". وتابع أنه يفكر الآن في موقفه من الإساءة التي تعرض لها من ياسر برهامى، والتي أساءت للجامعة وقراراتها، مشيرًا إلى أن المحرضين لم يعد لهم أي تقدير شعبي، ولن تتراجع الجامعة عن قراراتها.