قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, إن الصور التي تنتقل إلى العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة حول الدمار الذي لحق بالجزء الشرقي من حلب جراء المجازر المتواصلة التي ينفذها الروس ونظام بشار الأسد, لا تعكس حجم المأساة على أرض الواقع. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 15 أكتوبر, أن الدمار في حي المشهد بحلب كان شاملا, وأعاد للأذهان الدمار الذي حل بمدينة جروزني الشيشانية في عام 2000 , عندما كان يصعب على المرء مشاهدة المنازل المهدمة في جروزني, التي كانت ملاذات آمنة لأشخاص يعيشون فيها مع عائلاتهم وأطفالهم. وتابعت " حي المشهد لم يكن مجرد مجموعة من المباني والشوارع في حلب القديمة، بل إنه كان يعني الحضارة والذكريات الجميلة للأجيال التي تعاقبت عليه, إلا أن نظام الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قاما بطمس معالم هذا المكان التاريخي, وذكريات الصلوات والأصدقاء وروائح الأطعمة الجميلة, وهذا أكبر دليل إدانة للأسد وبوتين". وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن الدمار الذي لحق بالجزء الشرقي من حلب أو حلب القديمة, يفوق حتى ما حدث إبان الحملة العسكرية الروسية الشرسة على العاصمة الشيشانية جروزني, التي تحولت إلى دمار بعد أن كانت مجتمعا عامرا بالمنازل والمتاجر والشوارع المزدحمة الصاخبة". وكانت "نيويورك تايمز", قالت أيضا في مقال لها في 12 أكتوبر إن بوتين يكرر سيناريو مجازر الشيشان في مدينة حلب السورية, وذلك دون رادع من المجتمع الدولي. وأضافت الصحيفة, أن بوتين لجأ إلى القصف الجوي الهمجي على العاصمة الشيشانية جروزني, لاستعادة السيطرة عليها, في تسعينيات القرن الماضي، وهو يكرر حاليا الأسلوب ذاته في حلب. وتابعت " الأوضاع اليوم في حلب السورية تشبه تلك التي كانت تمر بها جروزني إلى حد كبير، وبوتين يعرف الآن أنه لا يمكنه تحقيق الانتصار على الأرض في سوريا، تماما كما كانت الحال معه في جروزني فيما مضى, ولذا فإنه ووكلاءه يحاولون حل مشكلتهم في سوريا من الجو". واستطردت الصحيفة " بوتين يلقي بالمتفجرات في الأماكن التي لا يمكن للجنود للمشاة الذهاب إليها, ويبدو أن القادة الغربيين أيضا يتبعون طريقة بوتين نفسها، فهم يحاولون حل المشاكل المعقدة , دون المخاطرة بالاقتراب منها". وخلصت "نيويورك تايمز" إلى القول :" إن أي نظام يحاول بوتين فرضه في سوريا بهذه الطريقة, سيكون هشا تماما كما هو الحال في الشيشان". وفي السياق ذاته, قالت صحيفة "التايمز" البريطانية, إن المذابح التي يرتكبها بوتين ونظام الأسد في مدينة حلب شمالي سوريا، لا تتطلب فقط فرض منطقة حظر جوي, وإنما أيضا ملاحقة بوتين والأسد كمجرمي حرب. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 12 أكتوبر, أن الأهوال التي تتكشف في حلب, أكبر مدن سوريا, ترقى إلى أن تكون الأسوأ بين الفظاعات التي شهدها العالم خلال القرن الماضي، وتشبه المذابح التي حدثت في قرية غرنيكا بإقليم الباسك بإسبانيا عام 1937 على أيدي ألمانيا النازية. وتابعت " بوتين لا ينقذ نظام الأسد في حلب فقط، بل يذكّر العالم أيضا بالكيفية التي تفرض بها روسيا هيمنتها, وذلك عبر مذابح وحشية ضد المدنيين". وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن بوتين يسخر من القانون الدولي ومجلس الأمن الدولي, وإن من السذاجة توقع حدوث تحول مفاجئ في موقفه أو موقف الأسد، لكن الأدلة ضدهما تتزايد يوما بعد يوم".