قال محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن هناك «نية مصرية في إحراج المغرب»، مقابل «تقوية العلاقات مع الجزائر». وقال نشطاوي ل«CNN» بالعربية، إن ما جرى يجب أن يقرأ في سياق مؤشرات متعددة، منها استقبال مصر قبل فترة لقياديين من البوليساريو، ودخول علاقة مصر مع السعودية في منعطف مسدود، والحديث عن إرسال شحنات من النفط الجزائري إلى مصر، وخروج هذه الأخيرة عن الموقف الخليجي في التعامل مع إيران واليمن وسوريا، متحدثًا عن وجود حمولة دبلوماسية كبيرة لوجود البوليساريو فوق الأراضي المصرية. وتابع نشطاوي: "كان على الدولة المصرية التعاطي بنوع من الحذر واتخاذ إجراءات أكبر وهي تستقبل وفد البوليساريو ضمانًا لاستمرار قوة علاقتها بالمغرب. صحيح أن مصر قد تكون مجبرة على قبول حضور البوليساريو باعتباره عضوًا داخل الاتحاد الأفريقي، لكن تطوّر علاقتها بالجزائر واللقاءات الأخرى التي جرت بينها وبين البوليساريو، تبيّن أن النظام المصري يرغب بإحراج نظيره المغربي". وخلق استقبال مصر لوفد ممّا يُعرف ب"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وهي دولة لا تعترف بها مصر وكذا الأممالمتحدة، في إطار جلسات البرلمان الأفريقي، ووجود علم هذه "الدولة" بين المشاركين، ضجة واسعة في المغرب لم تنته رغم تأكيد رئيس البرلمان الأفريقي، روجيه أنكودو أن مصر كان لها موقف رافض لرفع العلم في الجلسات التي نظمتها. مصر التي احتضنت جلسات البرلمان الأفريقي خلال الأسبوع الماضي بمناسبة مرور 150 عامًا على إنشاء البرلمان المصري، وجدت نفسها عُرضة لانتقادات واسعة من وسائل الإعلام المغربية، بسبب حضور "الدولة" التي تعلنها جبهة البوليساريو، وهي الجبهة التي يجمعها صراع قديم مع المغرب بسبب نزاع الصحراء الغربية، إذ تعلن الجبهة دولة في هذه المنطقة، بينما يؤكد المغرب أن الصحراء الغربية جزء أساسي من ترابه الوطني. أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب ، صرّح بأن برلمان بلاده لم يوجه أيّ دعوة لجبهة البوليساريو لأجل الحضور في الاحتفالية، كما أنه ليس لمصر أيّ علاقة باختيار الوفود المشاركة في البرلمان الأفريقي، بل هي مستضيفة فقط لجلساته، وفق تعبيره. كما صرّح حاتم باشات، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان المصري، بأن بلاده غير مسئولة عن الجهات المدعوة لحضور جلسات البرلمان الأفريقي، مشيرًا إلى أن مصر لم تدع وفد البوليساريو للمشاركة في احتفالية البرلمان المصري، وأنها غير مطالبة بتوجيه خطاب توضيحي للمغرب حول ما وقع، ما دامت السفارة المغربية تتفهم الموقف، حسب قوله. غير أن توضيحات البرلمان الأفريقي ونظيره المصري لم تنه الجدل في المغرب؛ حيث تتحدث وسائل الإعلام المغربية عن وجود بوادر أزمة بين المغرب ومصر بسبب هذه الواقعة.