كثفت بعض الأحزاب السياسية من نشاطها واتصالاتها مع بعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بغية التوحيد والتوافق بين الرؤية السياسية للمرشح وبين المنهج الحزبى والمبادئ المنظمة له، هذا فى الوقت الذى عبر فيه عدد كبير من الأحزاب عن رؤية أخرى وهى ضرورة اختيار النائب من الآن. وبدأت بورصة الترشيحات تظهر صعودًا وهبوطاً بأسماء على مقعدى الرئيس ونائبه لبعض الأحزاب، فى حين توارت أحزاب أخرى عن الظهور وإعلان التأييد الرسمى لمرشح رئاسى أو تفضيل شخصية لتولى النائب انتظاراً للاستقرار النهائى على الأسماء المطروحة، لعل أبرز هذه الأحزاب الحرية والعدالة والمصريين الأحرار وغيرهما من الأحزاب الأخرى. محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، أكد أنه من الطبيعى أن يكون مرشح الحزب هو حمدين صباحى، وأنهم سيكونون معه قلبا وقالبا، لكنه تمنى أن يكون الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح نائباً لصباحى، مشيراً إلى أنه من الشخصيات المحترمة ذات الثقل السياسى، بالإضافة لمرجعيته الدينية. وأشار إلى أنه يعتبر الشخصيتين "متفقتين"، لأنهما خرجا من رم الحركة الوطنية، وعاشا مشاكل مصر بكل تفاصيلها، وتعرضا لكل أنواع القمع والاعتقال من النظام البائد، علاوة على أن لديهما الانتماء المصرى والعربى والإسلامى. وأضاف أن حداثة أعمارهما المتقاربة تسمح بتحملهما أعباء الرئاسة القادمة بما فيها من عناء، مشيراً إلى أن صباحى أخبره بأنه فى حالة وصوله للرئاسة، سيقبل أن يكون أبوالفتوح نائبه، وتمنى – أى صباحى – أن يقبله أبو الفتوح نائباً فى حالة وصوله لسدة الحكم، موضحاً أن الثنائى مقبول. ووصف عبد الغفار شكر، القيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أبو العز الحريرى بأنه شخصية "كاريزمية"، وأن له تاريخ طويل فى العمل السياسى والميدانى، وأنه الأنسب للرئاسة، لكونه يعرف جيداً تاريخ البلد ويقدر الملفات الداخلية والخارجية لسياسة الدولة. واستبعد أن يكون الحزب تطرق لمسألة نائب الرئيس فى الوقت الحالى، اعتقادًا من الحزب أن الاستقرار على رئيس فى هذه الفترة أهم من الكلام عن النائب، مؤكداً فى الوقت نفسه على ضرورة أن يعقد الحزب اجتماعًا مع قياداته لدراسة أهمية وجود نائب سواء من داخل الحزب أو من المرشحين المحتملين للرئاسة الذين يصلحون جميعهم لاحتلال كرسى النائب، مشيراً إلى أن لجنه ال100 عندما يتم تشكيلها سيكون لها القرار فى دراسة من سيصلح للرئاسة والنيابة أيضا، إذا تم وضع ذلك فى الاعتبار. وعلى نفس الشاكلة، أضاف عصام شعبان، القيادى بالحزب الشيوعى، أن مرشحهم للرئاسة هو خالد على مدير مركز الحقوق السياسية والاقتصادية السابق، وأن الحزب لم يتطرق إلى ترشيح نائب له، لأن الوقت ليس مناسباً، تاركاً الأمر له شخصيا فى اختيار نائبه، مشيراً إلى أنه يتوافق فكرياً وانتمائيًا للوطن، وأنه يستبعد ترشيح أى أسماء للنائب حتى لا تتم مساءلته. وكشف عبد المنعم إمام، أحد قيادات حزب العدل، عن أن حزبه كان يتمنى البرادعى رئيساً للدولة، وأنه أصبح ينتظر فتح باب الترشح يوم 10 مارس المقبل لاختيار من الأصلح للرئاسة. وقال إنه يتمنى صباحى وأبو الفتوح، من وجهة نظره الشخصية، ليكون أحدهما رئيسًا والآخر نائبًا، وأنه كان يتمنى أن يكون النائب أو الرئيس أحد شباب الثورة. محمد جيلانى، أحد قيادات حزب التحالف المصرى، قال إن مرشحهم للرئاسة محمد صلاح رئيس حزب النصر، حيث يوجد أكثر من 27 ائتلافًا وحوالى 5 أحزاب، سيتحالفون مع الحزب لتأييد صلاح، وأنهم حتى اليوم لم يختاروا نائباً، وأنهم سينتظرون حتى تستقر الأوضاع. وأشار الدكتور محمد النشائى، أستاذ الكيمياء وأحد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، إلى ظاهرة غريبة، وهى أن أعمار رؤساء الجمهورية زاد الضعف عن أعمار الرؤساء السابقين، فكل المرشحين شيوخ ليس من بينهم شاب. وقال: "مثلاً أنا عمرى 70 عاماً ولن أستطيع الركض وراء المرشحين الآخرين، ولكن عندما أكون الرئيس المنتخب بالتأكيد لن يزيد عمر نائبى عن 35 عامًا، وقد أعمل المفاجأة واتخذ امرأة نائبة لى، لكى أبرهن على أفكارى بحرية المرأة، ولكن هناك مجموعة من الأسماء سوف أختار منها، بينهم أحمد ماهر أحد قيادات حركة 6 إبريل". وأكد محمد فرج، أحد قيادات حزب التجمع، أنهم لن يقدموا مرشحًا للرئاسة، وأنهم أجلوا الإعلان عنه حتى يقدم أغلب المرشحين أوراقهم، مشيراً إلى أن حزبه اكتفى بأن يضع معايير عامة للرئيس المرتقب، وأنهم كانوا يتمنون البرادعى مرشحا للرئاسة. وأشار إلى أن القانون الحالى لانتخابات الرئاسة لا يسمح باختيار نائب الرئيس، وأنهم سيختارون من خلال الأسماء المطروحة على الساحة، فى حين أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من اختيار شخصية بعينها. يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه عدد من الأحزاب عن مرشحيها، فقد أعلن حزب الوفد عن تقديمه لعمرو موسى مرشحاً للرئاسة، لأنه يحمل نفس الفكر وهو المزيج الوطنى والوحدة الوطنية. وأيضا أعلن التيار السلفى بأن مرشحه هو حازم صلاح أبو إسماعيل، ولكن لم يحدد النائب إلا عند معرفة ما إذا كان الدستور الجديد سيحمل فى مواده انتخاب الرئيس والنائب فى نفس ورقة الترشيح أم لا، وعندئذ سيتم اختيار النائب وتحديد ملامحه. ومازالت بورصة الترشيحات للرئاسة قائمة، فهناك مرشحون لم يعلنوا عن أنفسهم حتى اليوم، فى حين أن المعلن عن أسمائهم غير مؤكد ترشحهم جميعاً إلا بعد فتح باب الترشح والاستقرار النهائى على الترشيح من عدمه.