استقبل المرشد العام للاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع اليوم الثلاثاء وفد الطائفة الإنجيلية فى مصر برئاسة القس الدكتور صفوت البياضى بمقر المركز العام للجماعة فى المقطم شرق القاهرة. ووعد المرشد العام بتلبية دعوة زيارة مقر الطائفة الإنجيلية فى موعد يتم تحديده خلال الفترة القليلة المقبلة ، وتم الاتفاق بين الجانبين على مجموعة من المبادىء المشتركة التى تحكم العمل الوطنى فى مصر خلال الفترة المقبلة. وذكر بيان رسمى صدر ظهر اليوم عن الجماعة أن المجتمعين اتفقوا على أهمية اللحظة التاريخية التي تمر بها مصر بعد ثورة يناير العظيمة مما يتطلب من الجميع القيام بمسئولياتهم الاجتماعية والتاريخية للنهوض بالوطن ، وأن مستقبل مصر رهن بتماسك المجتمع ووحدته ، مؤكدين على القيم والمبادىء الأساسية للجماعة الوطنية المصرية والتي تمثل هويتها الثقافية والحضارية الجامعة لكل أبناء الوطن. وأجمع الحاضرون على أن كل أبناء الوطن شركاء في مصير ومستقبل واحد ، وأن النضال المشترك لأبناء مصر بكل فئاتهم والذي تجلى في ثورة يناير يمثل الركيزة الأساسية لوحدة المجتمع وتعد المواطنة الكاملة القائمة على المساواة القاعدة الأساسية لبنائه السياسي. كما أجمعوا على أن كل أبناء الوطن لهم ذات الحقوق وعليهم ذات الواجبات طبقا لأحكام الدستور والقانون ، فالمساواة بين الجميع تمثل عماد وحدة المجتمع ، والكفاءة تمثل المعيار الوحيد لتقلد الوظائف العامة ، والمساواة في الفرص الاقتصادية قاعدة أساسية للعدالة. وأكدوا على أن المجتمع المصري يقوم على التضامن والتكافل والتراحم بين جميع أبنائه ، وهو ما يمثل الرابطة العضوية التي تضم كل أبناء الوطن بدون تفرقة مما يستوجب أن تقوم العملية التعليمية على نشر قيم التسامح والتضامن وقبول التعددية.. مشددين على أن احترام العقائد والمقدسات يمثل واجبا على الجميع والتصدي لأي ازدراء بعقائد الآخرين أو الحض على كراهيتهم يمثل مسئولية اجتماعية ملزمة لكل مخلص للوطن وأفاد البيان الصادر عن جماعة الإخوان المسلمين بأن ممارسة حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية والحق في بناء وترميم دور العبادة في ضوء القانون المنظم لذلك وحق أصحاب كل ديانة في الاحتكام لشرائعهم في أحوالهم الشخصية وهذا وغيره مما تكفله أصول الشريعة الإسلامية ، يمثل جزءا أصيلا من قيم المجتمع المصري وأساسا من أسس أصالته الحضارية. وشدد البيان على أن مشاركة كل أبناء الوطن في الدفاع عنه واجب على الجميع ، وهو البوتقة التي صهرت كل فئات المجتمع معا ، وصنعت وحدته الوطنية في مواجهة أعداء الوطن في الداخل والخارج الذين يريدون الوقيعة بين مكونات الشعب المصري العريق. وأشار إلى أن القيم الدينية الأصيلة تمثل أهم دوافع النهضة مما يستلزم من الجميع استنهاض قيم المجتمع الدينية من أجل تحقيق المستقبل المنشود ، وأن المسئولية الاجتماعية تفرض على كل القيادات والمؤسسات والحركات الدينية محاربة كل أشكال التعصب والفتن والتمييز وتعضيد وحدة المجتمع وسلامته. كما أكد على أن الهوية المصرية الحضارية للمجتمع تمثل إطارا جامعا لكل أبنائه أسهم فيه الجميع ، وأصبح ميراثا لهم جميعا ، وتعد حماية القيم العليا للمجتمع أساسا للحفاظ على تميزه الحضاري وواجب على أبناء الوطن الذين صنعوا حضارة مصر جميعا مشتركين على مدى قرون. وقد أكد المجتمعون على أهمية استمرار التواصل بين الجانبين والعمل على تعميق العمل المشترك خاصة بين الشباب ، والحث على المشاركة الإيجابية، وإعلاء القيم والمثل الدينية العليا وتحمل مسئوليتهم الاجتماعية لمحاربة السلبيات التي أصابت المجتمع في عهد النظام السابق ، حتى يتشارك الجميع في بناء مصر الجديدة التي تحقق مطالب وأحلام ثورة الشعب المصري.