أطلق عليه أفراد المجموعة 149 بحرب السادس من أكتوبر الشهيد المبتسم، حيث استشهد متأثرًا بنزيف شديد في بطنه فرحًا بحلاوة النصر تعلو وجهه ابتسامة رضا، وتم تكريمه بعد استشهاده، ومنحه العديد من الأوسمة والأنواط أهمها وسام نجمة سيناء، إنه الرائد محمد زرد، ابن محافظة الغربية بتفهنا العرب. الرائد محمد زرد عبر كُلف بتنفيذ مهمة اقتحام وتدمير موقع العدو الحصين عند النقطة 149 ترقيم قناة بقطاع الشط، وهي إحدى نقاط خط بارليف القوية، حيث كانت تسيطر بالنيران والمراقبة على محور متلا وتتحكم فى المحور الرئيسي الذى يصل بين عيون موسى في الجنوب إلى جنوب البحيرات المرة شمالًا ومواقع قواتنا وأهدافنا الحيوية غرب قطاع الشط، وكذلك المحاور الطولية والعرضية غرب القناة، وقد تم تجهيزها بدشم خرسانية وملاجئ وخنادق مواصلات ومرابض نيران ومصاطب للدبابات وأحيطت بموانع الألغام والأسلاك الشائكة. وطالما انطلقت منها نيران القوات الإسرائيلية أثناء معارك حرب الاستنزاف ضد السكان المدنيين في قرى السويس وقواتنا المدافعة في هذا القطاع، فاندفع متقدمًا برجاله وقرر مهاجمة هذا الموقع الحصين بثلاث جماعات اقتحام تحت نيران المجموعات الساترة وبالفعل نجحت جماعة منها فى فتح الثغرات في الموانع المحيطة بالنقطة ثم بدأوا الهجوم وتحت وابل من نيران العدو الكثيفة توقف هجوم قواتنا نتيجة تكبدها بعض الخسائر. ومع فجر يوم 7 أكتوبر استأنف البطل مع قواته الهجوم لكنهم تعرضوا لغارات جوية مركزة وهجمات من احتياطي دبابات للعدو في محاولة لفك الحصار المصري عن القوة الإسرائيلية داخل الموقع إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل أمام صمود رجالنا وإصرارهم وعزمهم الشديد على حصار وتدمير الموقع، وقرر زرد تعديل خطته بحيث يتم الاقتحام من الخلف والأجناب وتقوم مجموعة صغيرة بشن هجوم خداعي بالنيران من الأمام. وفى الساعة الثامنة من صباح يوم 8 أكتوبر تقدم القائد برجاله للاستيلاء على الموقع وتدميره بمن فيه فدارت معارك شرسة إلى أن وقع بصر زرد على إحدى فتحات التهوية بالموقع فاندفع إليها في جرأة شديدة "كما شهد بذلك بعض رجاله الأبطال"؛ ليدخل فيها ثم يهبط منها إلى داخل الموقع الحصين، ووراءه رجاله يطلقون نيرانا غزيرة تحصد أرواح الجنود الإسرائيليين وعندما نفدت ذخيرته اشتبك بطلنا مع العدو في قتال متلاحم حتى سقط الموقع ثم أسر من بقي حيًا من الإسرائيليين في عصر نفس اليوم بعد قتال متواصل دام لمدة ثماني ساعات كاملة؛ فارتفعت حناجر أبطالنا بهتاف "الله أكبر" الذى انطلق عبر أثير جهاز إرسال العدو الذي قتل حامله قبل أن يغلقه ليصل إلى القيادة الإسرائيلية ويعلن انهيار أهم قلاعهم الحصينة على خط بارليف.