أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن ثلاثة أرباع الرزق فى التجارة وحث الإسلام المسلمين على العمل بالتجارة بضوابط، وبيَّن أن التجارة باب كبير من أبواب الرزق؛ فعن معاذ بن جبل - رضى الله عنه - قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطيبُ الكسب كسبُ التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يُخلفوا، وإذا ائْتُمنوا لم يَخونوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يمدحوا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا " (أخرجه الأصبهانى) . هذه هى التجارة الحلال التى تعلمنا أصولها من ديننا الحنيف, ولكن المرحلة التى تعيشها مصر منذ ثورة 25 يناير أفرزت نوعا جديدا من التجارة هى "تجارة الموت" ويديرها "مافيا" من المنتفعين المأجورين الذين يحصلون على تمويلات من الخارج ويحرضون الشباب بزعم الحرية والديمقراطية على حرق وتخريب منشآت الدولة والتطاول على الرموز, وللأسف انضم إليهم بعض الخونة والعملاء من الذين لا يبحثون إلا عن المال ولو كان يمر عبر طريق ملىء بجثث الأبرياء0 ولا يمكن أن نتحدث عن" تجار الموت" دون أن نذكر بعض الإعلاميين الذين كانوا يلعقون أحذية رموز النظام السابق ولهم تسجيلات وصور معهم فى كثير من المناسبات, وبكل بجاحة وعيون (يندب) بها مائة رصاصة, نجد بعضهم يؤكد أنه كان مناضلا ضد الفساد إبان عهد النظام السابق فى الوقت الذى كان ينفخ جيوبه من ثمن أراضى حصل عليها مجاملة أو برنامج يتقاضى منه ملايين من الجنيهات, ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الذى كان يبكينا بعرض مشاكل إنسانية للغلابة ويظل يتسول على الهواء وهو يحصل على ملايين من قوت هؤلاء المساكين, وبعدما انفضح على الهواء من "ولى نعمته" وجدناه بعد الثورة يتنقل بين قناة وأخرى ويدعى أنه"ثورجي" فالمهم من يدفع أكثر لأنه وأمثاله يدركون أنهم أصبحوا "مكشوفين" أمام كل الشرفاء 0 أما الشاب المعجزة الذى "اخترق" التليفزيون المصرى بنفوذ أبوه صاحب فضيحة تسهيل الدعارة لممثلة مع أمير خليجى ثم انتشر فى الفضائيات بدعم صفوت الشريف الذى كان يعتبره " الفتى المدلل" لأنه أبن صديقه وساعده الأيمن فى التخطيط للعمليات القذرة من الفضائح التى كشفتها فيما بعد بعض الممثلات, هذا الفتى يوزع التهم هنا وهناك بل يخوض فى الأعراض من خلال برامجه, وابتسامته الصفراء تعكس كذبه 0 كما يحضرنى موقف لرئيس تحرير صحيفة خاصة شهيرة لسانه أطول منه, كنت فى مكتبه برفقة زميل لى كان مرشحا لرئاسة مكتب هذه الصحيفة بالإسكندرية ووجدته يتحدث مع أحمد المغربى وزير الإسكان الأسبق والذى كان خارج مصر آنذاك ففهمت من سياق الحديث أن الأستاذ المبجل هيلمع سيادة الوزير فى عدد اليوم التالى بتصريح يرد فيه على لسان المغربى على اتهامات عن مخالفات, انتظرت لليوم التالى فوجدت نص المكالمة فى شكل تصريح ولكن طبعا تم وضع اسم محررة صغيرة لكى لا تكون الفضيحة مكشوفة, هذا الصحفى تحول حاليا لمقدم برامج ونجده يلعب بمشاعر البسطاء ويرتدى ثوب "الثورجى"0 قال الإمام المنذرى رحمه الله : ناسخ العلم النافع : له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقى خطه، وناسخ ما فيه إثم :عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقى خطه 0 [email protected]