استفاض الشيخ ياسر برهامى – فى مقاله على موقعه صوت السلف بعنوان ماذا نريد فى الرئيس القادم – فى ذكر الصفات أو بالأحرى الشروط التى يريدها فضيلته فى الرئيس القادم حيث جاءت تلك الشروط – كلها أو معظمها – متوفرة فى الشيخ حازم أبو إسماعيل، أكثر من غيره فى سباق الرئاسة القادم، مما يشعر معه أن الشيخ ياسر يؤيد الشيخ حازم فى هذا السباق، ويرى أفضليته على من عداه، وهو الصواب الذى يتواطأ عليه الشعب فى كل يوم، فضلا عن شيوخ العلم وطلبته . ففى الشرط الأول كتب الشيخ ياسر "نريد رئيسا مؤمنا بالله ورسوله ثم يخاف الله ويتقيه ويخشى عذاب الآخرة"، ولا يخفى على أحد أن الشيخ حازم يحوز من هذا قصب السبق، ويتربع على عرش القمة منه فوق سائر منافسيه فى السباق، فضلا عن كونه حافظاً لكتاب الله تعالى، ودارساً للعلم الشرعى ويدرسه، وخطيبا وواعظا ومذكرا، وآمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، ولا يخشى فى الله لومة لائم، ولا يدارى فى الحق، فضلاً عن أن يداهن فيه فى وقت ترخص فيه الأكثر بالمداراة والمداهنة، وكذلك حافظا لحدود الله وملتزما بشرائعه ومتشحا بالهدى الشرعى الظاهر، ومعاهدا على تحكيم الشريعة. وفى الشرط الثانى كتب برهامى "ما نريده رئيسا يكره الرئاسة، ويُكره عليها لا يطلبها ولا يفرح بها"، وما الضير لو قال الشيخ حازم (واجعلنا للمتقين إماما) ؟، ماذا لو تمنى أن يكون ممن قال الله فيهم (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)، وهل يلام إن قال : (إنى حفيظ عليم ) ؟ ، أو قال: أنا أجير قوى أمين ؟ وماذا لو سأل الإمارة للإصلاح؟، خصوصاً إذا كان البديل هو من لا صلاح ولا إصلاح ولا خلاق له، كما سألها نحو أربعمائة عضو من الإسلاميين لما رشحوا أنفسهم لعضوية مجلس الشعب، وهى ولاية عامة كذلك، دونما نكير، وسألها أضعافهم ممن لم يحالفهم التوفيق لدخول المجلس دون نكير كذلك، وليس الشيخ حازم بدعاً من هؤلاء. وفى الشرط الثالث كتب "نريد رئيسا تربى على الشورى وعدم الاستبداد، وتعود على الرجوع لأهل العلم والخبرة"، والشيخ حازم، على أحسن ما يكون من هذا من بين منافسيه، كيف لا ؟ وهو سليل بيت العلم الشرعى والسياسة منذ نعومة أظفاره، أباً عن جد كما يقال، وأخذ قسطاً وافرا من هذا حين تربى فى فصيل إسلامى كبير عتيد اعتمد النظام والعمل الجماعى، بل وربما البيعة على السمع والطاعة للأمير. الشيخ ياسر، أشار إلى أن هذه الشروط ليست من باب المنطق أو الصفات التى حددها أهل العلم للإمام أو الرئيس والتى جملتها القوة والأمانة، والتى يتمتع الشيخ حازم، بمقام الذروة فيها – بحسب الواقع والمتاح – من بين أقرانه فى سباق الرئاسة، بل لعلنا لا نبعد النزعة إن قلنا أنه لا وجه للمقارنة فيها أصلا بينه وبينهم كرئيس مسلم لبلد مسلم، على ما نحسبه والله حسيبه. أما باب النسبى الذى ذكر الشيخ هذه الشروط من قبيله فالمطلق يقضى عليه ولا يحوج أو يقال أن المجمل فيه يغنى عن التفصيل، فالشرط الأول الذى ذكره برهامى يتضمن باقى الشروط بالضرورة ويقضى عليها، والأولى ألا يتوسع فى هذا النسبى ببنات الأفكار، فلو بلغ التوسع بالبعض أن ينظر فى ملكات الناس وأعطياتهم فإنه رب الأرباب والعياذ بالله، يريدهم كما يجب أن يكونوا حسب رؤيته هو، ولا يتعامل معهم من حيث هم كما خلقهم الله.