ناشدت بالأمس دار الإفتاء بدراسة الفتاوى التى يفتى بها الشيخ ياسر برهامى، والشيخ ياسر للذين لا يعرفونه هو أحد قيادات الجماعة السلفية بالإسكندرية، وأحد مرجعيات حزب النور الدينية، وهو حاصل على بكالوريوس الطب من جامعة الإسكندرية، وعلى درجة الماجستير في طب الأطفال من نفس الجامعة ، بعد ذلك انخرط في الفكر السلفي واتجه لدراسة الشريعة الإسلامية وحصل على شهادة الليسانس من جامعة الأزهر، وللشيخ ياسر العديد من المقالات والفتاوى والكتب، وفى ظني أن فتاوى الشيخ برهامى تحض على الكراهية والعنف، كما أنها تشجع على الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، والذي يقرأ فتاواه يتأكد انه يكره المسيحيين بشدة، ويراهم كفرة ولا يجب التعامل معهم بالطيب على الإطلاق، حتى إنه لا يراهم كفره وحسب، بل يراهم كذلك مجرمين وماكرين ويستقوون بالغرب: «الاستقواء بكفار الغرب للتدخل في مصر غرض واضح للكفار المجرمين في الداخل». والطريف أن الشيخ لا يرى أن فتاواه قد تؤدى للفتنة، لأن الفتنة في رأيه:»هي صرف الناس عن الدين، وليس الاختلاف بين المسلمين والكفار»، لذلك فمهمة الشيخ وعامة المسلمين حسب تأكيده:» توعية المسلمين حول كفرهم وعدوانهم ومكرهم»، حتى لو كان ذلك بتأويل النصوص القرآنية. على سبيل المثال أحد السلفيين سأل الشيخ:» هل يجوز لمسلم حضور حفل زفاف لأحد النصارى بالكنيسة من باب تأليف القلوب، ولقوله تعالى:لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ الممتحنة8». الشيخ رد على الشاب بقوله: لا يجوز ذلك؛ لماذا يا شيخ برهامى؟، لأنهم يُظهرون شركهم وكفرهم من تعظيم الصلبان أمام الجالسين، والتفوه بالشرك من قولهم: «باسم الأب والابن والروح القدس، إله واحد آمين»؛ فالسكوت على مثل هذا الكفر مع إمكانية الزوال عنه لا يجوز. وليؤكد الشيخ صحة حكمه هذا استشهد بقوله تعالى:» وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا النساء140»، ويبدو أن الشيخ اختلط عليه الآمر او انه لم يفهم الآية جيدا، لأن استشهاده بها هنا ليس فى موضعه لأنه عز وجل يقصد هنا استهزاء الكفار بآيات القرآن. وماذا عن تهنئتهم بالأعياد؟، الشيخ يرى أن أعياد المشركين تتضمن تعظيمًا لعقائدهم الكفرية: كميلاد الرب وموته وصلبه والعياذ بالله، ليس هذا فقط بل إن الشيخ برهامى رضى الله عنه يرى أن تهنئتك للمسيحي بأعياده بها شر أكثر من التهنئة على الزنا وشرب الخمر. لهذا حرم الشيخ مجاملة النصارى في تعازيهم واتباع جنائزهم، لأنهم فيها مثل الأفراح والأعياد يرفعون الصلبان، لا توجد جنازة إلا ويرفعون الصليب فيها ويسير الناس وراءه؛ فلا يجوز لمسلم أن يسير وراء الصليب». إذن، ماذا عن الدعاء لهم بالنجاح، هل يجوز أن ندعوا لابن الجيران المسيحى بالنجاح في دراسته أو في عمله؟. تخيل رأى الشيخ، قال بالحرف: النجاح الدنيوي ليس بنجاح، ولا ينبغي أن تطلب الدنيا للكفار، لماذا يا شيخ برهامى؟، لأنهم يستعملونها في الكفر والمعاصي، ولا يشكرون الله عليها. والشيخ أدام الله عزه ونفعنا بعلمه أجاز للسلفيين والمسلمين عامة الدعاء لآحاد الكفار بالهداية، بشرط ألا يكون:»معلوماً عنه الشر والفساد، وأن يكون الدعاء سراً لا جهراً»، والهداية هنا هي الدخول في الإسلام. أظن أن كتابات وفتاوى الشيخ ياسر برهامى تحتاج لمراجعة دقيقة، وأظن أن هذه المراجعة من صميم وظيفة دار الإفتاء ومشيخة الأزهر، وانه يجب ألا نترك الفتوى هذا بلا ضابط، خاصة مع فتاوى مثل هذه قد تهدد السلام الاجتماعي بين المصريين.