كشف موقع ويكيليكس، الذى أسسه الصحفى الأسترالى جوليان أسانج المناصر لشفافية المعلومات، عن برقية صادرة من السفارة الأمريكية تفيد أن السياسية المصرية منى مكرم عبيد قد عارضت استنجاد سياسيين بارزين فى حزب الغد بالأمريكيين والأجانب فى الشئون الداخلية، كما كشفت برقيات لاحقة عن أن السياسيين تجاهلا التوصية وعقدا لقاءات غير معلنة بعدها مع مسئولين أمريكيين. وقالت البرقية رقم 05CAIRO761 الصادرة من السفارة الأمريكية فى القاهرة بتاريخ 1 فبراير 2005 والموجودة على الرابط التالى: http://wikileaks.org/cable/2005/02/05CAIRO761.html# وتحمل البرقية الدبلوماسية تصنيف "سرى" عن مجهودات السفارة الأمريكية حيال قضية السياسى أيمن نور. تكشف البرقية عن أن منى مكرم عبيد، التى كانت تشغل منصب الأمين العام لحزب الغد، عارضت التدخل الأجنبى فى شئون حزب "الغد". غير أن البرقية أوضحت أن اثنين من كبار أعضاء حزب الغد فى ذلك الوقت وهما جميلة إسماعيل، زوجة نور فى ذلك الوقت، وهشام قاسم، الذى كان نائب رئيس الحزب، أعربا للأمريكيين فى مقابلات أوردتها البرقية عن معارضتهما لمنى مكرم عبيد فى موقفها الوطنى الرافض للتدخل الأجنبى. وتأتى حقائق البرقية فى وقت قد سرت فيه اتهامات لبعض مسيحى مصر بالاستقواء بالخارج والاستنجاد الدائم بالولاياتالمتحدة، غير أن البرقية توضح أن منى مكرم عبيد، وهى مسيحية مصرية، عارضت توجه اثنين من المسلمين هما جميلة إسماعيل وهشام قاسم فى طلب الدعم من السفارة الأمريكية والخارج فيما يتعلق بقضية سجن الناشط السياسى أيمن نور فى ذلك الوقت. وجاء فى البرقية أن منى مكرم عبيد قد أصدرت توجيهًا علنيًا عن أنها لا ترحب بالتدخل الأجنبى فى قضية أيمن نور. وقالت البرقية إن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية قد نقلت هذا التوجيه فى خبر لها فى حينها، وهو ما عارضه هشام قاسم وجميلة إسماعيل. وجاء فى البرقية فى الفقرة الخامسة عشر التى كتبها المسئول السياسى فى السفارة الأمريكية أن هشام قاسم "أشار إلى أنه يختلف مع اتجاه مكرم عبيد. وكذلك فإن نقاشًا مختصرًا يوم 31 يناير مع زوجة أيمن نور، والتى تشغل منصبًا فى حزب الغد، ترك انطباعًا لدى المسئول السياسى فى السفارة أنها غير مرتاحة للتوصية بإبعاد الأجانب عن القضية". وطالبت البرقية السرية بحماية اسم هشام قاسم. لكن البرقية استطردت بقولها إن منى مكرم عبيد أخبرت دبلوماسيًا هولنديًا أنها لا تفضل التدخل الأجنبى لكان فى حالة أصدر الاتحاد الأوروبى بيانًا يندد بالاعتقال لأيمن نور "فإنها لن تستطيع أن توقف ذلك" وهو ما فهم على أنه موافقة ضمنية من منى مكرم عبيد بالتدخل الأجنبى بالقضية، وهو ما نقله الدبلوماسى الأوروبى للأمريكيين على أن موقف عبيد ربما كان "للاستهلاك المحلى". يذكر أن وثائق ويكيليكس أخرى متعددة كشفها الصحفى الأسترالى جوليان أسانج على موقع ويكيليكس قد كشفت عن أن شخصيات عامة مصرية منها هشام قاسم، وجميلة إسماعيل ترددوا على مسئولين أمريكيين وعقدوا معهم العديد من اللقاءات غير المعلنة. كما رأس هشام قاسم المنظمة المصرية لحقوق الإنسان التى كشفت الوثائق تلقيها تمويلاً أمريكيًا مستترًا عبر دول أخرى من الوقف القومى للديمقراطية ضمن مصادر أخرى للتمويل الأجنبى، وفق الوثائق. ويشغل هشام قاسم حتى الآن منصبًا فى لجنة تسيير الأعمال بإحد برامج الوقف الأمريكى. كما عقد هشام قاسم العديد من اللقاءات غير المعلنة أدلى فيها بمعلومات للمسئولين الأجانب عن الأوضاع داخل مصر. و أيد الحرب العسكرية الأمريكية على العراق علاوة على تأييده حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 رغم الضحايا المدنية مع أن السيد قاسم يعمل فى العلن كناشط حقوقى يدافع عن المدنيين. المعلوم أن الحربين لم يكن لهما أى دعم شعبى مصرى. يأتى هذا الكشف الجديد فى وقت تشهد فيه مصر حاليًا سجالاً حول ولاء منظمات وأفراد المجتمع المدنى والنشطاء والسياسيين الذين تدعمهم واشنطن فى مصر فى فترة ما بعد الثورة المصرية وتلقيهم أنواعًا من الدعم سواء كان مالى أو عينى أو سياسى. وقد تفجر الجدل بعد انكشاف عدة لقاءات غير معلنة بين شخصيات اعتبارية مصرية ومسئولين أجانب تناولت الأوضاع فى مصر مثل الكشف عنها مؤخرًا صدمة للكثير من المصريين المتوجسين من التدخلات الخارجية فى بلدهم. يذكر أن جنديًا أمريكيًا خدم فى العراق قد سرب إلى موقع ويكيليكس الذى يروج للشفافية فى السياسة الدولية بين شهرى نوفمبر عام 2009 ومايو عام 2010 وثائق عسكرية أمريكية سرية عن حربى العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 ألفًا من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية شمل بعضها الكثير من الأسرار عن صلات ولقاءات غير معلنة لعرب مع سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتحدثت برقيات أخرى عن مدى تغلغل النفوذ الأجنبى فى عدة دول عربية والتمويل الأمريكى الذى يقدم لها وشمل مناحى كثيرة فى الحياة.