علمت " المصريون " من مصادر سياسية أن الرئيس مبارك طلب من كبار مساعديه إيجاد سيناريو مناسب للخروج من الأزمة التي تفجرت بين مصر والإدارة الأمريكية بسبب حكم محكمة الجنايات بحبس الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد المعارض خمس سنوات في قضية تزوير توكيلات حزب الغد. وقالت المصادر إن القيادة السياسية فوجئت بتصاعد وتيرة الانتقادات الأمريكية والأوروبية بصورة غير مسبوقة ، لدرجة تهديد الإدارة الأمريكية بتقليص حجم مساعداتها الاقتصادية وتعديل اتفاقيات التعاون العسكري ، وتجميد الاتفاقيات التجارية التي كانت تعول عليها مصر كثيرا في زيادة حجم صادرتها للسوق الأمريكية. وقالت المصادر إن القيادة السياسية تري ضرورة إيفاد أحد كبار مساعدي رئيس الجمهورية لواشنطن ولدول الاتحاد الأوروبي لطمأنتهم بأنه سيتم الإفراج عن أيمن نور قريبا. وأشارت المصادر إلي أن السيناريو المقترح هو التعجيل بموعد نظر الطعن الذي سيتقدم به أيمن نور إلى محكمة النقض للطعن في الحكم بسجنه بأسرع ما يمكن ، وتوقعت تلك المصادر المطلعة أن يصدر حكم بالبراءة ، كما توقعت صدور قرار بوقف تنفيذ الحكم لحين الفصل في الطعن الذي سيقدم لمحكمة النقض ، كما حدث من قبل مع الزميل مصطفي بكري رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المستقلة . وقالت المصادر إن الحل الأخير قد يكون هو الأسرع والأسهل ، لكن القيادة السياسية تعترض عليه خشيه أن يتردد أن الحكومة المصرية رضخت لضغوط الإدارة الأمريكية ، وخشية أن يكون عرفا قانونيا قد يطالب به البعض مستقبلا. وأكدت المصادر أن الإدارة الأمريكية تستغل قضية أيمن نور استغلالا سياسيا عن طريق الضغط علي مصر للحصول علي العديد من التنازلات في عدة مطالب كانت مصر ترفض الاستجابة فيها خاصة فيما يتعلق بموضوع مساهمة مصر في قوات حفظ السلام بالعراق، والقبول بمشروع الشرق الأوسط الجديد ، وغيرها من القضايا التي كانت تتعرض عليها القاهرة . وأشارت تلك المصادر إلى أن لجنة السياسات تشعر الآن بحرج شديد بسبب تصاعد الانتقادات الأمريكية ، نظرا لأن لجنة السياسات كان لها دور كبير في تصعيد قضية أيمن نور في الآونة الأخيرة بالرغم من اعتراض جهات كثيرة في نظام الحكم ، كانت تري إغلاق ملف هذه القضية بسبب تزايد الانتقادات سواء بعد الانتخابات الرئاسية أو التشريعية الأخيرة.