عمار على حسن: حتى لا يلقى مصير جماعة الإخوان سعيد صادق: إرضاء للنظام السياسى فى مصر أحمد دراج: تعليمات من الأمن الوطني أكد العديد من الخبراء السياسيين، أن حزب النور فى الفترة الأخيرة يتمتع بازدواجية كبيرة، وذلك بعد صمته عن بعض القضايا التى من شأنها إغضاب النظام السياسى الحالى وانتقاده الأخير للشأن التركى فيما يخص إلغاء تجريم ممارسة الدعارة، واستقباله لقداسة البابا تواضروس بلافتات ترحيب في مرسى مطروح. يرى الدكتور عمار على حسن، الكاتب والباحث السياسي، أن البعد الاجتماعى غائب بحد كبير عن تفكير التيار الدينى عمومًا، خاصة حزب النور السلفي، موضحًا أن نظرية التيار الدينى الاقتصادية رأسمالية بحتة،كما أنهم يوظفون الإسلام رأسماليًا لخدمة مصالحهم. وأوضح فى تصريحه ل"المصريون"، أن أوجاع الناس لا تشغلهم إلا حين يكون هناك انتخابات من أجل استغلال أصواتهم، مشيرًا إلى أن السلفيين "حزب النور" مشغلون بالآداب العامة للمجتمع لكنهم لم ولن يقدموا حلولاً لأمراضه فهم نقاد واهمون فقط . وتابع: "حزب النور لا يريد الصدام مع السلطة الحالية، لذلك تجده يتحدث فى قشور القضايا ويبعد عما يعلم أنها من الممكن أن تسبب له المشاكل، وذلك حتى لا يلقى مصير جماعة الإخوان المسلمين". وفى سياق متصل، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن حزب النور دائمًا يبعد عن القضايا الاجتماعية التى من شأنها إثارة الرأى العام عليه، موضحًا أن انتقاد الحزب لسياسة أردوغان وطريقة حكمه هدفها أرضاء النظام القائم فى مصر . وأضاف صادق، فى تصريحه ل"المصريون"، أن حزب النور "السلفيون" فى الوقت الحالى يخشون غضب السلطة الحالية فى مصر ويسعون فى الكثير من الأمور لإرضائها. وتابع: "برهامى شخصية ليست لها تأثير على أرض الواقع وخاصة بعدما حدث بعد ثورة 30 يونيو، حيث أصبحت شخصيات حزب النور بلا شعبية حقيقية وهو ما كشفته الانتخابات البرلمانية الأخيرة". وفى سياق متصل، يرى الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تحدث حزب النور فى بعض القضايا وصمته عن البعض الآخر يرجع إلى تعليمات من جانب الأمن الوطني. وأوضح دراج، فى تصريحه ل"المصريون"، أن حزب النور منذ نشأته بعد ثورة يناير وحتى الآن غير معنى بأمور المجتمع بالمعنى الحرفى ولكنه يعمل على تواجده فى المشهد بأى طريقة كانت والدليل على ذلك مواقفه منذ نشأته وحتى الآن. وأشار، إلى أن عمل الدعوة السلفية فى السياسة أفقدها الكثير من شعبيتها وهو ما ظهر جليًا بعد خروج جماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسى، موضحًا أن ما يشهده الواقع دليل على انتكاسة الدعوة السلفية "حزب النور". وكان الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، قد قال فى فتوى له على موقع "أنا السلفي" الذى يشرف عليه، إن قادة تركيا يكفّرون بعض الدول رغم انطباق الكفر عليهم. وأوضح:"أن من يبررون تراخيص الدعارة فى تركيا يريدون إلزام المخالفين لهم بأن الوضع هناك ليس إسلاميًا، وأن ما يقولونه من تكفير الحكام والجيوش فى بلاد أخرى ينطبق عليهم أيضًا فى تركيا فلماذا اعتذرتم عن هؤلاء، وكفرتم هؤلاء، والحال واحدة؟!"، مضيفًا أن "العجب ممن يقبل ذلك، ويجعل صاحبه يشبه خليفة المسلمين وناصرًا للدين، ويعذره فى المخالفات (فى إشارة إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان)، فى حين أنه يكفّر غيره ممن هو أقل منه فى ذلك للمخالفة السياسية!". وأشار إلى أن ما يحدث فى تركيا من إلغاء تجريم الزنا لا يأتى فى إطار التدرج فى تطبيق الشريعة الإسلامية، كما تذكر السلطات التركية، متابعًا، "تبرير شيوخ الإخوان هذا الأمر يظهر تناقضًا واضحًا فى مواقفهم".