قال نادر بكار، نائب رئيس حزب النور لشئون الإعلام، "إن كارثة غرق قارب رشيد ليست الأولى من نوعها؛ ولم يكن حجم الضحايا هو الأضخم، ولم تكن فجيعة الأهل هي الأفدح، ولم تكن عبارات الشماتة هي الأوقح، ولم يكن تبرير الإعلام هو الأسخف، ولم يكن رد فعل الدولة هو الأبطأ والأسوأ والأبرد". وأضاف بكار، في تصريحات صحفية، "فتش في تاريخ هذا الشعب المسكين لتجد من المصائب ألوانًا وصورًا تدع الحليم حيرانًا على الأقل في السنوات الأخيرة وفى كل مرة نكتشف كم الهوان الذي نحيا فيه، هوان يتقاسمه تسعون بالمائة من هذا الشعب على أقل تقدير، وهؤلاء في الحقيقة يشاركون ضحايا حادث رشيد قاربهم، أما الباقون فلهم قارب آخر لا يشبه مركب الصيد قدر ما يشبه اليخت الفاخر". وأكد أن هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها باقى المصريين أن أُسرًا كاملة من بني جلدتهم تزج بكل أفرادها بمن فيهم الرضع والأمهات على متن مراكب الموت، تلك كانت الصورة الذهنية لدى الأغلبية الكاسحة، أن الشباب وتحديدًا الذكور منهم، وربما من لم يتجاوز العشرين من عمره، هم دون غيرهم رواد هذه المحاولات الانتحارية. وأوضح أنه قبل شهر تقريبًا تعرفنا على طفل مصري لم يعرف عن الدنيا إلا وجهها القاسي قد خاض نفس أهوال البحر، لكن الموت أخطأه؛ لتلتقطه الحكومة الإيطالية وتسمع الدنيا بعدها بخبره ما بين مستنكر ومشفق ومنتقد. وأشار إلى أن ما جمعه القارب من هؤلاء المساكين يكفي شاهدًا على سوء أحوالنا الاقتصادية؛ لبدء بضعة مشاريع صغيرة على حد تعريف مثل تلك المشاريع عند المؤسسات المصرفية المصرية، ووفقًا لمبادرة البنك المركزي لكن الفساد الذي نتنفسه ولا نجرؤ على مواجهته، والاحتكار الذي نكتوي به ولا نقدر على دفعه، والمحسوبية التي نتبادلها ولا نريد إنهاءها، وغير ذلك من الأسباب تجعل هؤلاء الضحايا على استعداد لبذل أنفس ما يملكون في رحلة كهذه ولا يعتبرون الإقدام عليها انتحارًا.