المشهد قاس.. فهولاء الضحايا الذين سقطوا في حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية امام سواحل رشيد ابكي مصرعهم الجميع فبأي ذنب قتلوا ومن المسئول عما حدث لهم؟ لا أميل إلي يأسهم من الدنيا في بلدهم بسبب عدم توافر فرص للعمل خاصة مع ما نسمعه من المسئولين من وجود الآلاف منها والدليل علي ذلك نجاح الأخوة السوريين والعراقيين في الاندماج مع المجتمع وتوفير اماكن لهم في سوق العمالة وبنجاح. السؤال الذي لا يزال منذ سنوات يبحث عن اجابة هو لماذا تلك المنطقة بالذات كفر المغيزل علي ساحل كفر الشيخ التي تخرج منها المراكب تحمل الراغبين في الهجرة بطريقة غير شرعية وكيف تتسلل حاملة ابناءنا وآخرين من جنسيات أخري ؟ . الحادث ليس الأول سبقه عشرات غيره فقدنا فيها أغلي شبابنا وفي كل مرة نوعد بالحل وتقديم من تسببوا في كل كارثة للعدالة الناجزة ولكن تكتشف أننا ننسي بسهولة فلا محاولات الهجرة توقفت ولا أمسكنا مسئولاً مباشراً عن الحادث أو مسئولاً تنفيذياً واتخذنا ضده ما يفرضه علينا الدين في جزاء المفسدين في الارض. يتكرر المشهد هو هو نفسه امام اعيننا يغرق المركب الهارب من الرقابة التامة وإلا فعلي المسئولين ان يوضحوا لنا كيف يخرج كل هؤلاء من مكان واحد في قوارب الي عرض البحر قارب تلو قارب حتي يصلوا إلي مركب أكبر أعد لتهريبهم فيه كل مصادر الخطر وتخرج من فوقه رائحة الموت. هناك شيء ما خطأ واتعجب مع كل تلك الحوادث والكوارث علي مدي السنوات السابقة ولا نعرف كيف نوقف النزيف في تلك البؤر القاتلة؟! نفس الصورة الاهالي علي الشاطئ تنتظر خروج الزوج والابن من بين الامواج القاتلة الهادرة والامهات والزوجات الثكلي يخرجن يلطمن الخدود حزنا علي من راحوا. نفس السيناريو اتهام للدولة بالتأخر وترك الجثث حتي تأكلها الاسماك ولا يتبقي منها من أثر، وتصريحات المسئولين بالويل والثبور لمن تسببوا في الحادث. والصورة تصدمنا نبكي مع من يبكون ونلعن المتسبب مع من يلعنون ونتهم انفسنا بالتقصير ولكن بلا حلول تضمن عدم التكرار وكأن لا حول ولا قوة لنا مع اننا نعرف السبب والمتسبب ولكن لا تخذ الاجراءات لكبح جماحهم ووقف جرائمهم. الحوادث التي وقعت اكدت بالجزم ان هناك مافيا دولية تستغل ابناءنا بإغرائهم بالسفر بالطرق غير الشرعية وللاسف لا يحسب الابناء حجم الخطورة الداهمة لذلك واتعجب من رأي العديد منهم من أننا نفضل الموت علي البقاء بلا عمل في مصر. الأمر صار كارثة موجعة تحتاج إلي تضافر الجميع لمواجهتها وعلي مستوي كل مسئولي الدولة التنفيذيين والتشريعيين .الداخلية مطالبة ان تكشف لنا عن سر المنطقة الموبوءة التي تخرج منها بلنصات التهريب البشري لعرض البحر في رحلات الموت. مجلس النواب واعضاؤه عليهم أن يدرسوا الظاهرة بكل وضوح بلجنة مباشرة للتحقيق وبعد أن تفرغ من ذلك عليها ان تقدم مقترحها بما يجب ان تتخذه لمواجهة الظاهرة، كلنا مع تغليظ العقوبة ولو اوصلناها للاعدام. أما ما يجب ان نقف امامه فهو تلك الحرية الغريبة التي تتحرك بها مراكب الصيد (البلنصات) التي تتولي تنفيذ عمليات نقل الضحايا لعرض البحر، أليس لها سجل وملكية ومراقبة تضمن عدم اقدامها علي الخروج عن الغرض منها ومن تشغيلها وهو عمليات الصيد وفقط، الامر يدعونا إلي الحذر فتلك البلنصات إذا كانت قادرة علي التهريب للخارج فهي قادرة علي تهريب اي شيء للداخل!! الحادث ناقوس خطر أخير إذا لم نتحرك لوقف امثاله فعلي الدنيا السلام.