تركيا تبدي ارتياحها لاتفاق السلام في كولومبيا

أعربت وزارة الخارجية التركية، عن ارتياحها البالغ إزاء توقيع الحكومة الكولومبية معاهدة سلام مع حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية المعروفة اختصارا باسم "فارك"، أمس الإثنين.
وقالت الخارجية التركية، في بيان لها، اليوم الثلاثاء، "نعرب عن ارتياحنا البالغ من توقيع اتفاق سلام ينهي 52 عاما من النزاع بين الحكومة الكولومبية وفارك، في مراسم رسمية أقيمت بمدينة قرطاجنة الكولومبية يوم أمس".
وأشارت الخارجية إلى مشاركة السفير التركي في بوغوتا، إنغين يورو، في مراسم التوقيع على الاتفاق المذكور، مهنئة أطراف النزاع وكل من ساهم في عملية السلام.
وأكدت الخارجية أن تركيا ستستمر بالمساهمة في مختلف جوانب عملية السلام الكولومبية، معربة عن أملها باكتمال نجاح عملية السلام مع الاستفتاء الشعبي، وتنفيذ بنود الاتفاق لتأسيس سلام دائم في البلاد.
ووقع الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وزعيم فارك، رودريغو لوندونيو، أمس الاثنين، اتفاق سلام ينهي حربا استمرت لأكثر من نصف قرن. وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد استفتاء شعبي من المقرر إجراؤه في 2 أكتوبر المقبل.
ويقضي الاتفاق في بعض بنوده، بالعفو عن المتمردين والتعهد بعدم اعتقالهم، كما يقضي كذلك بحصولهم على عشرة مقاعد في الكونغرس (البرلمان - من أصل 268 مقعداً)، الأمر الذي يثير تحفظات وانتقادات واسعة داخل البلاد.
كما يقضي الاتفاق بتخلي المتمردين عن السلاح، مقابل ضمانات أمنية بعدم المساس بهم، ووضع آليات لمكافحة المنظمات الإجرامية، إضافة إلى نقاط أخرى بينها الإصلاح الزراعي، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، والتعويضات للضحايا (التي تتضمن القانون الذي يسري على قدامى المحاربين)، والمشاركة السياسية لعناصر التمرد.
ويعود الصراع في كولومبيا إلى العام 1950، عندما هرب العديد من الثوار الكولومبيين الليبيرليين والشيوعيين من اعتداءات العسكريين التابعين للسلطات الحكومية إلى المناطق الشرقية غير المأهولة، وأعلنوا إقامة دولة مستقلة لهم بعيداً عن "ظلم الطبقة الحاكمة البرجوازية"، وفي عام 1966 أعلنت القوات المسلحة الثورية الكولومبية عن نفسها رسمياً، واستمرت المواجهات المسلحة مع الجيش الكولومبي حتى توقيع الاتفاق الأخير.
وأسفر الصراع المسلح بين القوات الحكومية وحركة فارك، عن مقتل 300 ألف شخص، وتشريد 6.5 ملايين مواطن، وفق تقديرات رسمية.