قال نور الدين بوطرفة، وزير الطاقة الجزائري، اليوم الأحد، إن استمرار أسعار النفط في السوق الدولية دون 50 دولاراً، يهدد وجود كبرى الشركات النفطية في العالم. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بمقر الوزارة، في العاصمة الجزائر، قبل يوم من انطلاق منتدى الطاقة الدولي الذي تستضيفه البلاد، وسيشهد انعقاد اجتماع غير رسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وأضاف بوطرفة "في حال بقاء أسعار النفط دون 50 دولاراً للبرميل، لن تصمد أي شركة نفطية حتى الكبرى منها، وأكد المدير التنفيذي لشركة توتال النفطية (فرنسية) منذ يومين هذا الكلام". وعن هدف اجتماع (أوبك)، أكد وزير الطاقة الجزائري أن بلاده تسعى لتحويله إلى اجتماع رسمي "وهذا أمر يقرره رئيس المنظمة بالتشاور مع الأعضاء (..) لكن قبل موعد الاجتماع لا يمكن لأي طرف أن يستبق الأحداث، ويعلن عن قرارات أو أي شيء آخر". وبدا الوزير الجزائري، الذي قام مطلع سبتمبر الجاري بجولة شملت دول من داخل وخارج أوبك "متفائلا" بشأن نتائج الاجتماع، "سواء وصلنا إلى اتفاق أو لأرضية اتفاق سيكون أمراً إيجابياً". وأضاف "تبدو كل العوامل متوفرة، والكل يتحدث عن ضرورة استقرار السوق النفطية وأن الوضع الحالي غير عادي وذلك بالتوافق". وتراجعت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية بنسبة 61%، هبوطاً من 120 دولاراً للبرميل منتصف 2014، إلى حدود 48 دولاراً في الوقت الحالي، بينما يعقد خلال وقت لاحق من الأسبوع الجاري لقاءً غير رسمي بين الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالجزائر، لبحث إعادة الاستقرار للأسواق. وأشار الوزير الجزائري إلى أن "الجانب السعودي تحدث عن استعداده لتجميد الإنتاج عند مستويات يناير، والتراجع إلى مستوى 10 ملايين و100 ألف برميل يومياً، لأنها (السعودية) الآن تجاوزت 10 ملايين و500 ألف برميل" . ويرى مراقبون أن مجموعة "أوبك" قد تعيد، خلال اجتماعها المرتقب في الجزائر، إحياء طرح سابق يقضي بقيام دول المجموعة والدول الرئيسية المنتجة للنفط من خارجها، خاصة روسيا، بتثبيت إنتاج الخام عند مستويات يناير الماضي، من أجل المساهمة في تعزيز أسعاره في السوق العالمية. وفشلت الدول المنتجة للنفط في التوافق حول هذا الطرح خلال اجتماع جرى في قطر خلال إبريل الماضي، برفض إيران (العضو في أوبك)، لأنها كانت تهدف لتعزيز إنتاجها النفطي بعد رفع العقوبات المفروضة عليها، لاحقاً للاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية العام الماضي.