أرسلت الخرطوم اليوم السبت قافلة مساعدات إنسانية إلى دولة جنوب السودان بكلفة 2 مليون دولار وذلك بعد أيام من تهديدها بإغلاق الحدود ما لم تتوقف جوبا عن دعم المتمردين عليها. وقالت مشاعر الدولب وزيرة الرعاية الاجتماعية خلال حفل أقيم بولاية النيل الأبيض المتاخمة لجنوب السودان حيث تحركت القافلة أنها تشمل " 2500 طن من مواد الغذاء والأيواء بتكلفة 12 مليون جنيه سوداني (2 مليون دولار)". وأضافت الدولب وفقا لما نقلته عنها وكالة الأنباء الرسمية إن هذه المساعدات "جاءت بتوجيهات من رئاسة الجمهورية لتعزيز العلاقات وتطويرها واستمرارها مع دولة الجنوب". وأوضحت إن "القافلة هي الأولي وستتبعها عدد من القوافل لتأكيد أهمية البعد الإنساني الذي تقوم به حكومة السودان ومد يد العون لكل دول الجوار". والأحد الماضي، جدد وزير الدولة بالخارجية كمال إسماعيل تهديد حكومته بإغلاق الحدود بين البلدين ما لم تلتزم جوبا بتنفيذ تعهدها لهم الشهر الماضي بطرد المتمردين السودانيين من أراضيها في غضون 3 أسابيع. وكان النائب الأول لرئيس جنوب السودان تعبان دينق تعهد خلال زيارته الخرطوم في 21 أغسطس آب الماضي بإنفاذ الاتفاق الأمني المبرم بين البلدين في غضون 3 أسابيع وهي المدة التي انقضت فعليا. وينص الاتفاق الأمني الذي وقعه البلدان برعاية أفريقية ضمن برتكول تعاون يشمل تسع اتفاقيات في سبتمبر أيلول 2012 على إنشاء منطقة عازلة للحيلولة دون دعم أي منهما للمتمردين على الآخر. وتتهم جوباالخرطوم بدعم زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار بينما تتهم الثانية الأولى بدعم متمردين يحاربونها في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وكلها مناطق متاخمة لجنوب السودان. وتزامنت زيارة دينق مع إعلان الخرطوم اسضافتها لمشار لأسباب "إنسانية وحاجته للعلاج" وذلك بعد أن كان مكانه مجهولا منذ مغادرته جوبا في يوليو تموز الماضي إثر تجدد المعارك بين قواته والقوات الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت في انتكاسة لاتفاق السلام الهش الذي أبرماه في أغسطس آب 2015. وكان دينق حليفا لمشار قبل أن يطرده الثاني من حركته ومن ثم يعينه الرئيس سلفاكير ميارديت نهاية يوليو الماضي نائبا أولا له بدلا عن مشار في خطوة تحفظت عليها الخرطوم قبل أن تعود وتعترف بها. وأمر الرئيس عمر البشير في يناير الماضي بفتح الحدود مع جنوب السودان لأول مرة منذ انفصال البلدين في 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم في 2005 أنهى عقودا من الحرب الأهلية. ومن وقتها، كرر مسؤولون في جوبا أكثر من مرة أن الحدود لا تزال عمليا مغلقة من جانب الخرطوم التي تساهلت بالمقابل حيال عبور أكثر من 400 ألف من رعايا جارتها الجنوبية إلى أراضيها منذ إندلاع الحرب الأهلية في بلادهم.