توقّع وزير خارجية جنوب السودان، برنابا بنجامين، اليوم الخميس، الوصول إلى اتفاق سلام نهائي مع المتمردين بزعامة نائب رئيس جنوب السودان السابق، ريك مشار، قريبًا. وقال بنجامين، في مؤتمر صحفي بسفارة جوبابالخرطوم، اليوم الخميس: "هناك تقدم كبير في المفاوضات مع المعارضة المسلحة.. توصلنا لاتفاق حول عدد من نقاط الخلاف (لم يحددها) وسنتوصل لاتفاق سلام قريبًا، بدعم الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد)، والدول الصديقة". ووصف وزير خارجية جنوب السودان زيارته للخرطوم ب"الناجحة"، معربًا عن شكر حكومة بلاده للسودان على فتح أراضيه للاجئين الجنوب سودانيين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم منذ منتصف ديسمبر/كانون أول الماضي، وتقديم الدعم الإنساني لهم. وأشار إلى أنه التقى ظهر اليوم الرئيس السوداني عمر البشير، وسلمه رسالة خطية من نظيره سلفاكير ميارديت تتصل "بتقوية العلاقات بين البلدين"، مضيفًا: "البشير أكد حرص السودان على استقرار دولة الجنوب". وأوضح بنجامين أنه اتفق مع نظيره السوداني، على كرتي، خلال المباحثات بينهما، على عقد اجتماع للجنة الأمنية المشتركة بين البلدين في يناير/كانون ثان الجاري؛ لبحث الاتهامات المتبادلة بشأن دعم المتمردين. ووصل وزير خارجية جنوب السودان إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، الثلاثاء الماضي، في زيارة رسمية لمدة أربعة أيام، التقى خلال زيارته عددًا من المسؤولين الحكوميين. ونوّه بنجامين عقب وصوله الخرطوم إلى أن سبب زيارته هو "المشاركة بتكليف من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في احتفالات السودان بالذكرى 59 لاستقلاله ( الأول من يناير/ كانون الثاني، ذكرى استقلال السودان عن الحكم البريطاني عام 1956) لأننا كنا جزء من السودان حتى العام 2011 ونريد أن نحتفل سويا". وانفصل الجنوب عن الشمال بموجب اتفاقية سلام أبرمت عام 2005 أنهت واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا، ومهدت الاتفاقية لإجراء استفتاء شعبي في يناير/كانون الثاني 2011، صوّت فيه الجنوبيون بنسبة تفوق ال98% لصالح الانفصال. ووقّع السودان وجنوب السودان في سبتمبر/أيلول 2012 اتفاق التعاون المشترك الذي أنهى توترًا بين البلدين استمر منذ استقلال جنوب السودان في عام 2011. ويشمل تسع اتفاقيات تضم كل القضايا الخلافية المترتبة على انفصال جنوب السودان، باستثناء ترسيم الحدود، ومن أبرز تلك القضايا النفط والأمن والمتمردون بجانب اتفاق "الحريات الأربع′′ الذي يمنح مواطني أي بلد حق الدخول للبلد الآخر دون تأشيرة والإقامة والعمل والتملك. لكن الطرفين اختلفا حول كيفية إنفاذ الاتفاق الأمني الذي تشترط الخرطوم الالتزام ببنوده قبل تنفيذ بقية الاتفاقيات الأخرى، وتتهم الخرطومجوبا بدعم وايواء المتمردين السودانيين،وينفي جنوب السودان الاتهامات الموجهة إليه .