قال سامى عطا الله تادرس، المدير السابق بوزارة السياحة والمشرف على صالات القمار، إن مصر بها 35 صالة للقمار تعمل بكامل طاقتها رغم التدهور الاقتصادى الذى حدث للبلاد بعد ثورة يناير. وأكد أن دخل هذه الصالات السنوى يقدر بمليارى دولار وأن وزارة السياحة والمالية تحصل على 50% من أرباحها. وكشف تادرس ل"المصريون"، أن أرباح الحكومة من صالات القمار سنويا تساوى نصف دخلها من قناة السويس، حيث يلزم القانون هذه الصالات بمناصفة أرباحها مع الحكومة، بحيث تحصل الحكومة سنويا على مليار دولار. وبين أن الواقع الفعلى لإيرادات صالات القمار قد يصل إلى مليار ونصف المليار دولار، فى حالة تشديد الرقابة على الصالات والعاملين فيها ولكن الأرقام التى تسجل فى دفاتر الإيرادات تقول إنها تبلغ 850 مليون دولار. وقال المشرف على صالات القمار: "إن القانون يحظر على المصريين دخول صالات القمار ولكن تجربة المصريين مع القوانين تقول إن وجود قانون لا يعنى تطبيقه، فهناك مصريون كثيرون يدخلون إلى صالات القمار يوميا ويستخدمون "فيزا كارد" ويتم التحايل على القانون بأمر بسيط، وهو إذا كان المواطن المصرى ثريا ومدمنا للعب القمار يصبح كل شىء سهلا لدى مافيا القمار التى تحرص على استقطابه بالتحايل على القانون". وقال: "إن مافيا كازينوهات القمار تتعامل مع موظفين مرتشين فى سفارات أجنبية، أغلبها دول إفريقية ودول الكاريبى، لاستخراج جوازات سفر لهؤلاء العملاء، ويكتفى العميل المصرى بإعطاء المسئولين الفاسدين فى صالات القمار صورة شخصية و50 ألف جنيه، وبعد ذلك يتم استخراج جواز سفر يحتفظ به الكازينو، ويكتفى بتسجيل اسم صاحبه على الكمبيوتر الموجود فى مدخل الكازينو ليتم التأكد من شخصية صاحب الجواز عند الدخول، ومن أنه يحمل جنسية فى كازينو آخر". وأشار تادرس إلى أنه، بغض النظر عن هذا التحايل على القانون، فإن احتفاظ جهة ما بجواز سفر شخص ما يمثل خطورة على الأمن القومى باعتبار جواز السفر وثيقة شخصية لا يجوز الاحتفاظ بها لغير صاحبها ولا يمكن لأحد أن يتوقع فى أى شئ يمكن استخدامه. وتابع: "إن المصريين يدخلون إلى صالات القمار بهذه الطريقة ولكن غير القادرين على استخراج جواز سفر مضروب يمكنهم أن يدخلوا إليها بالتواطؤ مع بعض العاملين". وبين أن القانون يكتفى بمعاقبة المصرى الذى يدخل إلى مكان غير مصرح له بالدخول إليه بغرامة قدرها 200جنيه. ولفت المدير السابق بوزارة السياحة إلى أن 90%من كازينوهات القمار تعمل 24ساعة متواصلة، والبعض الآخر يعمل من الثانية ظهرا إلى السابعة صباحا يوميا، وبدون إجازات فى الأعياد أو المناسبات الرسمية، وفى نهاية يوم العمل يتم عقد لجنة جرد لأرباح وخسائر الكازينو التى يتم احتساب نصيب الحكومة على أساسها. وذكر أن هناك مخالفات تجرى منها وجود عاملين فى بعض صالات القمار يستبدلون الجنيه المصرى ب"فيشات" لعب غير مرقمة ويتحفظون على هذه الأموال لمصلحتهم الشخصية، وهذا يعنى أن "الفيشات" غير المرقمة تدخل فى حساب أرباح وخسائر الكازينو. وأضاف أن الطريقة الثانية فى اللعب تعتمد على تسليم "فيشات" لعب حقيقية للاعبين مقابل الجنيه المصرى أو الدولار والحصول على شيكات من اللاعبين يتم تحصيلها خارج الكازينو دون توريدها فى الخزينة، وهناك من لا يكتب شيكات ويرهن سيارته أو شقته. وقال سامى عطا الله تادرس: "إن أغلب العاملين فى الخدمة داخل صالات القمار هم من الفتيات اللاتى يعملن على تحقيق كل طلب واحتياجات اللاعبين مجانا من مأكولات ومشروبات روحية بأنواعها".