لا ينكر أحد أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون مبنى عريق وقدم اعلاما محترما على مدى عشرات السنوات , لذلك ندافع عنه ككيان كبير , إلا أننا فى نفس الوقت نتصدى لقياداته الفاسدة والفاشلة التى تتولى المناصب القيادية فيه . وبمناسبة الحديث عن القيادات نسأل : هل تعرفون فى أى شيىء كانت تفكر وتخطط قيادات ماسبيرو أول أمس وهو اليوم الذى شهد فضيحة اذاعة حوار قديم للرئيس عبدالفتاح السيسى لإحدى القنوات الأمريكية الشهيرة ؟ نطرح هذا السؤال ونجيب عليه لتعلموا إلى أى مدى اصاب الإنهيار هذا المبنى العريق ؟
وللإجابة عن هذا السؤال نشير إلى أن بعض قيادات الإتحاد وفى مقدمتهم صفاء حجازى رئيس الإتحاد ومحيى سعد المنسق العام للجنة الإختبارات الموحدة فى ماسبيرو ( وآخرون ) قرروا إجراء إختبارات ( شكلية ) فى الخامسة من مساء الثلاثاء لتحويل 158 اداريا إلى برامجيين ؟ وهنا أوضح أننى سبق أن كتبت عن هذا الموضوع أكثر من مرة وتم وقف هذه الإختبارات إلا أن هذه القيادات صممت بشكل غريب ومثير للدهشة على إجراء الإختبارات لأسباب وأهداف خاصة يعلمها الكثيرون . فى هذا الإطار أؤكد أننى لست من المعترضين على تحويل من يحملون مؤهلات مناسبة أو خبرات حقيقية فى العمل البرامجى ولكننى أعترض على المجاملات والمحسوبيات والأشياء الآخرى ( أظنكم تعرفونها !!! ) . على الجانب الآخر كانت صفاء حجازى مشغولة بقضية آخرى رغم وجود الرئيس السيسى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة , هذه القضية تتعلق بقيام صفاء بإقناع نائلة فاروق القائمة بتسيير أعمال رئيس قطاع القنوات الإقليمية للتوقيع على استكمال التعاقد الخاص مع شركة ( أكس راتد ) العالمية لعمل ما يسمى ب ( لوجو ) للقنوات التابعة للقطاع الإقليمى ( من الثالثة للثامنة ) .. ولهذا الموضوع قصة مثيرة تستحق أن نحكيها . فى عام 2010 تم التعاقد بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون و شركة أكس راتد لعمل لوجو خاص للقنوات الإقليمية , وتم الإتفاق على أن يكون المقابل الذى تحصل عليه الشركة هو 450 ألف دولار ( أيوه بالدولار ) , وبالفعل تم استلام المرحلة الأولى من هذا الإتفاق يوم 22 يونيو 2010 وتم دفع مبلغ 200 ألف دولار للشركة المذكورة , وبعد عدة أشهر قامت ثورة 25 يناير 2011 والتى توقف بعدها استكمال هذا الإتفاق , خاصة بعدما تقدم البعض ببلاغات وشكاوى للجهات القضائية والرسمية ضد هذا الإتفاق , وتوقف الأمر بشكل شبه نهائى , وقد حاول عصام الأمير رئيس الإتحاد السابق استكمال التعاقد المشار اليه إلا أنه فشل , وبعدما تولت صفاء حجازى زمام المسئولية فى ماسبيرو عاد الحديث مرة آخرى عن هذا الإتفاق , وقد عقد بالقعل فى شهر أغسطس الماضى إجتماع داخل ماسبيرو حضرته قيادات القطاع ورؤساء القنوات الإقليمية ( شارك فيه أيضاً ممثل عن شركة اكس راتد ) , ولم ينته الإجتماع الى شيىء بسبب الملاحظات التى أبداها رؤساء القنوات نظراً لتغيير أسماء القنوات ( مثلا الخامسة أصبحت الاسكندرية والثالثة أصبحت القاهرة .. الخ ) حيث أن اللوجوهات التى نفذتها الشركة تحمل الأسماء القديمة كما أن الألوان الموجودة فى اللوجوهات غير الموجودة فى لوجوهات القنوات حالياً , وتم تأجيل البت فى الموضوع رغم تعهد مندوب الشركة بإجراء كل التعديلات المطلوبة . إلا أن الأيام الماضية شهدت صغوطاً من جانب صفاء حجازى رئيس الإتحاد لإقناع نائلة بالتوقيع واستكمال تنفيذ التعاقد والذى بمتقضاه سوف يكون ماسبيرو ملزما بدفع باقى المبلغ المتفق عله وهو 250 ألف دولار . ولذلك نسأل : ما السبب وراء محاولات صفاء لإستكمال التعاقد المثير للشبهات ؟ ولماذا تصر على ذلك رغم أن المبلغ الذى سيدفعه الإتحاد وهو 250 ألف دولار مبالغ فيه جداً حيث يؤكد الكثيرون أن هناك مكاتب وشركات مصرية متخصصة يمكنها تنفيذ هذه اللوجوهات مقابل عدة آلاف من الجنيهات وليس 250 ألف دولار ؟ وهل ميزانية الإتحاد والتى تزعم القيادات وبعض العاملين أنها قليلة جدا وغير قادرة على دفع هذا المبلغ وبالدولار وليس الجنيه المصرى ؟ وهل لهذه الرغبة فى استكمال تنفيذ التعاقد علاقة بزيارة مسئول كبير بإحدى الجهات الرقابية لمبنى ماسبيرو منذ ايام قليلة رغم أنه تم نقله من متابعة أعمال المبنى الى وزارة آخرى منذ أسابيع قليلة ؟ وهل سترضخ نائلة فاروق للضغوط وتقوم بتوقيع التعاقد رغم تحذيرات أحمد شلبى المستشار القانونى للقطاع لها ؟ ولماذا تلتزم الجهات السيادية والرسمية الصمت تجاه ما يحدث من كوارث ومهازل وتجاوزات مالية داخل ماسبيرو ؟!! .