* لقد دفعني خوف الشهابي من اتهامه بالأخونة إلى استدعاء حكاية دارت وقائعها إبان مواجهات الأمن مع الجماعات الجهادية المسلحة في تسعينيات القرن الماضي.. وقتها اُلْقِيَ القبض على مجموعة من الشباب والمراهقين أصحاب اللحَى خلال مباراة للكرة الخماسية بساحة المعهد الديني بإحدى مدن الشرقية، من بينهم رجل طعمجي في أواخر الثلاثينيات يعشق الكرة، ويفرض نفسه عليهم بالقوة.. في التحقيقات علم أن الاتهام الموجه إليهم، هو الانتماء إلى جماعات دينية مسلحة، ووجودهم بالمعهد الديني كان تَجَمُّعاً تنظيمياً وتدريبياً. في أول جلسة تحقيق معه، واجهه وكيل النيابة باتهام الانضمام لجماعات إسلامية، فقال الرجل وهو ليس بالكذوب: يا باشا أنا راجل بايظ وباضرب مخدرات ومَيَّة "أي خمرة".. ومبَلْبَعاتي وفلاتي وماباركعهاش،وماليش دعوة بالعيال السُّنِّية ولاد"ديك ال....!"..فكتبت له النجاة وضحك وكيل النيابة وأمر بإخلاء سبيله. مبادرة الشهابي لإبعاد شبهة الانتماء للإخوان، جعلته كمن القي بالحشيش في حِجر السلفيين، وفي ظنِّي أنها أزمة حقيقية في الوسط السلفي الآن، واعني موقفهم من التطبيع، ولعلك تلاحظ أنهم لا يقتربون مجرد الاقتراب من قضية التطبيع. اسمحوا لي اختم بنكتة أراها تلامس موقف الكابتن الشهابي.. تقول النكتة أن المباحث قبضت على رجل "مسجل خطر".. دخل على أمين الشرطة، الأمين قال له:هو إنت اخو شوشو اللي مَشْيَها بَطَّال؟.. غضب الرجل ورد باحتجاج: إيه يا حضرة الأمين، أنا مش اخو اللى بتقول عليها دي. ثم دخل على رئيس المباحث الذي تطلع إليه وسأله:مش إنت اخو شوشو اللى مشيها بَطَّال؟.. اشتد غضب الرجل ورد بحدة: لا يا باشا، أنا مش اخو شوشو اللى بتقول عليها ولا أعرفها. اقتادوه إلى مأمور القسم فتطلع إليه بدوره وسأله: مش إنت يا جدع اخو شوشو اللى مشيها بطال؟.. رد الرجل بصوت عال وغضب أشد: إيه يا فندم الكلام الفارغ ده، لأ طبعاً أنا مش اخو البنت دي،وبعدين انا ماليش إخوات بنات. ثم وصل إلى مدير الأمن..تطلع إليه مدير الامن طويلاً ثم سأله: مش انت بتاع الإخوان يا جدع إنت؟..رد الرجل بسرعة وحَسْم: لا يا باشا..أنا اخو شوشو اللي مشيها بَطَّال.