لجان الاقتراع تستأنف استقبال الناخبين في اليوم الثاني والأخير من جولة الإعادة    أسعار الخضراوات اليوم 28 ديسمبر.. «الكوسة» تبدأ من 12 جنيهًا للكيلو    انطلاق قافلة مساعدات جديدة من مصر إلى قطاع غزة    لافروف: القوات الأوروبية في أوكرانيا أهداف مشروعة للجيش الروسي    أخبار مصر: توقعات صادمة لعام 2026، موقف صلاح من مباراة أنجولا، نتنياهو يدق طبول الحرب مجددا، بشرى لطلاب الشهادة الإعدادية    ماس كهربائي وراء تفحم محتويات صالة شقة بالسيدة زينب    عبد الفتاح عبد المنعم: الصحافة المصرية متضامنة بشكل كامل مع الشعب الفلسطينى    آسر ياسين يحتفل بالعرض الخاص لفيلمه الجديد "إن غاب القط" الليلة    إنقاذ 6 أشخاص محتجزين إثر انهيار عقار من طابق واحد بروض الفرج.. صور    رئيس الحكومة العراقية: لم يعد هناك أي مبرر لوجود قوات أجنبية في بلادنا    طقس أسوان اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025    أسعار الأعلاف في أسوان اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025    الدفاع العراقية: 6 طائرات جديدة فرنسية الصنع ستصل قريبا لتعزيز القوة الجوية    إخلاء سبيل حمو بيكا عقب إنهاء الإجراءات القانونية    محمد معيط: العجز في الموازنة 1.5 تريليون جنيه.. وأنا مضطر علشان البلد تفضل ماشية استلف هذا المبلغ    الأقصر تستقبل العام الجديد بأضواء مبهرة.. ورفع درجة الاستعداد | صور    نيللي كريم وداليا مصطفى تسيطران على جوجل: شائعات ونجاحات تُشعل الجدل    أبرزهم أحمد حاتم وحسين فهمي.. نجوم الفن في العرض الخاص لفيلم الملحد    حزب "المصريين": بيان الخارجية الرافض للاعتراف بما يسمى "أرض الصومال" جرس إنذار لمحاولات العبث بجغرافيا المنطقة    بحضور وزير الثقافة.. أداء متميز من أوركسترا براعم الكونسرفتوار خلال مشاركتها في مهرجان «كريسماس بالعربي»    لجنة بالشيوخ تفتح اليوم ملف مشكلات الإسكان الاجتماعي والمتوسط    عمر فاروق الفيشاوي عن أنفعال شقيقه أثناء العزاء: تطفل بسبب التريندات والكل عاوز اللقطة    محمد معيط: الدعم في الموازنة 16 %.. ووصول خدمة الدين 49% يقلقني ويقلق المواطن أكثر من العجز    فيديو جراف| تسعة أفلام صنعت «فيلسوف السينما».. وداعًا «داود عبد السيد»    «الداخلية» تكشف مفاجأة مدوية بشأن الادعاء باختطاف «أفريقي»    يوفنتوس يقترب خطوة من قمة الدوري الإيطالي بثنائية ضد بيزا    أمم إفريقيا – الطرابلسي: خسرنا الثنائيات كثيرا ضد نيجيريا    أمم إفريقيا - لوكمان: تونس لا تستحق ركلة الجزاء.. ومساهماتي بفضل الفريق    حادثان متتاليان بالجيزة والصحراوي.. مصرع شخص وإصابة 7 آخرين وتعطّل مؤقت للحركة المرورية    2025 عام السقوط الكبير.. كيف تفككت "إمبراطورية الظل" للإخوان المسلمين؟    هل فرط جمال عبد الناصر في السودان؟.. عبد الحليم قنديل يُجيب    لافروف: أوروبا تستعد بشكل علني للحرب مع روسيا    نوفوستي تفيد بتأخير أكثر من 270 رحلة جوية في مطاري فنوكوفو وشيريميتيفو بموسكو    ناقد رياضي: الروح القتالية سر فوز مصر على جنوب أفريقيا    مها الصغير تتصدر التريند بعد حكم حبسها شهرًا وتغريمها 10 آلاف جنيهًا    آسر ياسين ودينا الشربيني على موعد مع مفاجآت رمضان في "اتنين غيرنا"    «زاهي حواس» يحسم الجدل حول وجود «وادي الملوك الثاني»    بعد القلب، اكتشاف مذهل لتأثير القهوة والشاي على الجهاز التنفسي    المحامي ياسر حسن يكشف تطورات جديدة في قضية سرقة نوال الدجوي    6 تغييرات فى تشكيل منتخب مصر أمام أنجولا    كيف يؤثر التمر على الهضم والسكر ؟    وزير الصحة يكرم مسئولة الملف الصحي ب"فيتو" خلال احتفالية يوم الوفاء بأبطال الصحة    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    حرب تكسير العظام في جولة الحسم بقنا| صراع بين أنصار المرشحين على فيسبوك    أخبار × 24 ساعة.. التموين: تخفيض زمن أداء الخدمة بالمكاتب بعد التحول الرقمى    القوات الروسية ترفع العلم الروسي فوق دميتروف في دونيتسك الشعبية    الإفتاء توضح حكم التعويض عند الخطأ الطبي    محافظ قنا يوقف تنفيذ قرار إزالة ويُحيل المتورطين للنيابة الإدارية    رابطة تجار السيارات عن إغلاق معارض بمدينة نصر: رئيس الحي خد دور البطولة وشمّع المرخص وغير المرخص    سيف زاهر: هناك عقوبات مالية كبيرة على لاعبى الأهلى عقب توديع كأس مصر    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    محافظ الجيزة يتابع أعمال غلق لجان انتخابات مجلس النواب في اليوم الأول لجولة الإعادة    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    كواليس الاجتماعات السرية قبل النكسة.. قنديل: عبد الناصر حدد موعد الضربة وعامر رد بهو كان نبي؟    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الصناعة: التضخم الاقتصادي لم يمس البسطاء ومحدودي الدخل
نشر في المصريون يوم 19 - 09 - 2016

أكد وزير الصناعة والتجارة طارق قابيل أن الأزمة الاقتصادية الحالية تتطلب الوقوف صفا واحدا لمواجهة أعداء الوطن للدفع بعجلة الإنتاج إلي الأمام لافتا إلى أن من يحاول عرقلة الإصلاح الاقتصادي لن ينال من مصلحة البلد في شىء لأن الرئيس عبد الفتاح السيسى يسير على خطوات إصلاحية جادة للخروج من عنق الزجاجة والتقدم إلى الأمام بسفينة الوطن.
وأضاف قابيل في حوار له بصحيفة "المصري اليوم" إلى أن الإصلاح الاقتصادي لابد أن يبدأ بتضخم والحكومة تكرس كل جهودها لتقليل التضخم على البسطاء ومحدودي الدخل لافتًا إلى أن شرائح وزارة الكهرباء لم تمس إلا القادرين فقط.
وإلى نص الحوار:
■ ما تقييمك للوضع الاقتصادى خلال المرحلة الحالية؟
- نحن فى عنق زجاجة، والحكومة تتخذ خطوات إصلاحية جادة للخروج منها، وأتوقع تحسن الوضع كثيرا، وهذه الأزمة ناتجة عن عوامل تتعلق بالأحداث السياسية بشكل رئيسى، بعد ثورتين أثرتا على كل محاوره، ما أدى إلى تراجع الناتج القومى، وزيادة كبيرة فى بند الرواتب (ارتفع من 80 مليارا عام 2011 إلى 230 مليار جنيه العام الجارى)، لتلبية رغبات المواطنين عقب الثورة، وهذه الزيادة تسببت فى عجز الموازنة، ولم تقابلها زيادة فى الإنتاج، وبالتالى لجأت الدولة إلى الاستدانة، ما حمل الاقتصاد فوائد ضخمة، وتستهلك الرواتب والفوائد والدعم حوالى 75% من الموازنة العامة، والباقى للصحة والتعليم والطرق وخلافه، إضافة إلى سنوات طويلة من دعم غير مبرر للجنيه، مما أدى إلى زيادة غير مقبولة فى الاستيراد فاقت قدرة الدولة، وتزامنا مع الأزمات الداخلية، تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إضافة إلى سنوات طويلة من دعم غير مبرر للجنيه، وكل هذه العناصر أدت إلى استنزاف الاحتياطى الأجنبى، وما تقوم به الحكومة من خطوات إصلاحية جريئة وجادة أصبحت مطلوبة بشكل عاجل، منها إصلاحات على صعيد ترشيد الدعم ليصل إلى مستحقيه، فضلا عن التشريعات الاقتصادية ومناخ الأعمال والسياسات المالية والنقدية.. كل هذه الإجراءات تسهم فى خروج مصر من عنق الزجاجة، وسنخرج منها، والحكومة كلها تعمل يدا واحدة فى سبيل تحقيق نمو اقتصادى 6 %.
■ متى تنتهى مرحلة «عنق الزجاجة»؟
- منحنى الاقتصاد ما بين الصعود والهبوط، والأزمات الاقتصادية وما يسمى عنق الزجاجة لم يكن وضعا مستمرا طوال 35 عاما، وهناك أوقات كنا نعانى خلالها من أزمات خانقة، منها فى عام 1991 وعام 2003، وإذا ما تذكرنا وضع الاقتصاد المصرى آخر 3 سنوات، قبل ثورة يناير 2011، كنا من أعلى 10 دول فى معدلات النمو عالميا، بغض النظر عن مشكلة سوء توزيع عوائد النمو.
■ هل هناك أولويات للإصلاح لدى الحكومة؛ خاصة أن تلك الإجراءات سببت أوجاعا للطبقات الفقيرة؟
- بالتأكيد، لدينا قائمة أولويات للإصلاح؛ فلا يمكن تنفيذ كل ما تراه الحكومة صحيحا ومطلوبا، قياسا بتأثيراته السلبية على المواطن؛ وهناك دراسات لتأثير كل قرار، ونراعى أولا الإنسان البسيط، وهذه هى معادلة الحكومة، فهى تحاول تحقيق التوازن بين إجراءات الإصلاح والنمو والحد من تأثيرها السلبى على المواطن البسيط.
■ هل نجحت الحكومة فى تطبيق المعادلة، مع تصاعد الشكاوى من ارتفاع الأسعار؟
- كلمة الإصلاح نفسها تحمل جزءا من المعاناة، فلا يمكن تحقيق الإصلاح دون تضخم، لأنها تتضمن اتخاذ خطوات لتقليص الدعم وضمان وصوله إلى مستحقيه، ويجب على القادر دفع ثمن الخدمة، وتسعى لضمان أن يكون تأثير التضخم على المواطن البسيط محدودا جدا، من خلال التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية، أو إعفاء هذه الفئات من الزيادة، كما حدث فى تحريك أسعار الكهرباء، فأول 3 شرائح من الاستهلاك، لم تتعد بها الزيادة فى فاتورة الشهر جنيها، والزيادة الأكبر تحملتها الطبقات الأعلى دخلا، (الأكثر استهلاكا).
■ بعض الخبراء يتخوفون من أن تدفع الضغوط التضخمية إلى تكرار الاحتجاجات الشعبية.. فهل تضع الحكومة فى اعتبارها هذه التخوفات؟
- الوضع مختلف؛ فالمواطن خلال المرحلة الحالية لديه وعى بأهمية القرارات الإصلاحية، ويعلم أن نتائجها ستنعكس عليه بالإيجاب خلال المرحلة القريبة، والرئيس عبد الفتاح السيسى يشدد في كل قراراته وتوجيهاته للحكومة على حماية محدودي الدخل والمواطن البسيط من جراء هذه القرارات، فى وقت كانت فيه مصر تحقق أعلى معدلات النمو دون أن تصل عوائده إلى المواطن.
■ ما مدى تأثير التقارير الأمنية عن الأوضاع الداخلية بشأن قرارات الحكومة الإصلاحية؟
- فى حدودها المطلوبة، لا تهويل أو تقليل منها، فنحن نحاول تنفيذ إصلاحات كان من المفروض أن تبدأ منذ سنوات طويلة، ولو تسرب الخوف إلينا، فلن نحقق الإصلاح، والتأخر فى الإصلاحات أدى إلى تفاقم المشكلة.
■ كيف ترى الانتقادات التى تواجهها الحكومة يوميا، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى؟
- المجتمع متخم بكم كبير من الشائعات، ما يمثل قلبا للحقائق، «ولا يوجد قرار فى البلد يعدي دون أن تصدر شائعة سلبية عنه؛ خاصة فى مواقع التواصل الاجتماعى والفيس بوك، وهناك روح سلبية يحاول بعض رواد الفيس بوك تغذيتها فى المجتمع، وهذا المناخ السلبى خطير جدا، وعن نفسى فأنا لا أتابع شائعات الفيس بوك، لأنى كده مش هاعمل حاجة، وقد يكون هذا هدفها»، فأنا أعتمد فى إصدار قراراتي على ضميري ومصلحة الدولة وسياسات وأهداف الوزارة والبرنامج الحكومي، وكل قرار يصدر بالتأكيد سيكون له مؤيد ومعارض، وأنا لا أنظر إلى أصحاب المصالح، وهمّى الأول مصلحة البلد كله.
■ ماذا عن التقارير الصحفية الصادرة عن جهات تتمتع بالثقة فى عالم الأعمال الخارجى، مثل التقارير الأخيرة الصادرة عن الإيكونوميست؟
- أعتقد أن بعض التقارير الإعلامية المنشورة حديثا تفتقد الحياد والدقة فى كثير من المعلومات المنشورة، وتستهدف الهجوم على مصر بصورة غير مبررة، لإعاقة الإصلاح والتحرك نحو الأمام، ويجب أن نعلم أننا مستهدفون لأسباب عديدة، فيجب أن يكون هدفنا الأول هو إصلاح اقتصادنا وزيادة معدلات النمو وتقليل نسبة البطالة.
■ كيف تقيس ردود أفعال دول العالم بشأن الاقتصاد المصرى خلال الزيارات الخارجية؟
- أغلب الدول تتفهم الظروف الصعبة التى تحيط بمصر، وكثير منها مرّ بمراحل مشابهة، وخلال زيارتنا الأخيرة للهند والصين مع السيد الرئيس، عقدنا لقاءات مع رؤساء أكبر دول العالم، وكلهم كانوا متفهمين الوضع الاقتصادي وخططنا الإصلاحية، ويكفى دعوة الرئيس السيسى إلى اجتماعات مجموعة العشرين فى مصاف الدول العظمى.
■ ما العوائق التى تواجه الاستثمارات الأجنبية، رغم ما حققناه من استقرار سياسى؟
- الاستثمارات الأجنبية تواجه عائقين: الأول يتعلق بقانون الاستثمار، وبه بعض العوائق، والحكومة تعطى أولوية لتعديل القانون الحالى، وتتولى وزيرة الاستثمار هذا الملف حاليا، والتعديل سيكون مبنيا على قانون الاستثمار القديم، رقم 8 لسنة 1997، لأن هذا القانون كان جيداً وحقق نتائج إيجابية، ومن الممكن التعويل عليه ليكون أكثر جاذبية للاستثمار.
والعائق الثانى يتعلق بسعر الصرف ووفرة العملة الصعبة، وكل الإجراءات الإصلاحية هدفها حل هذه المشكلة، ومن جانبنا نحاول تحسين المناخ الاستثمارى، وفيما يتعلق بالإجراءات البيروقراطية «إحنا شغالين عليها بالتوازى مع الإصلاحات النقدية»، مما يحسن مناخ الأعمال، ويشجع المستثمر على الدخول إلى مصر أكثر.
■ بعض المستثمرين يتخوفون من تكرار تجربة قانون الاستثمار الحالى، الذى لم يكن على مستوى طموحاتهم.
- قبول الرئيس السيسى رئاسة المجلس الأعلى للاستثمار يضمن أن كل الجهات المتداخلة فى المنظومة ستعمل معا، ووزيرة الاستثمار تعمل على المشروع بشكل جيد، ولابد أن يخرج القانون الجديد دون أخطاء.
■ هل حل مشكلة الدولار فى مصر مرهون بالحصول على قرض صندوق النقد الدولى؟
- قرض الصندوق عامل مساعد لتنفيذ خطة الحكومة الإصلاحية التى أقرّتها وأعلنتها قبل الحديث عن الاتفاق مع صندوق النقد، ويمكن القول إن الصندوق أحد العناصر المهمة لتوفير النقد الأجنبى المطلوب لتنفيذ الخطة وبمثابة شهادة ثقة للاقتصاد المصرى، ويمكن وصفه ب«الذخيرة الحية» التى تساند الحكومة فى حربها ضد السوق الموازية، فلا يمكن دخول المعركة ولدينا رصاصة واحدة، ما يعنى ترسيخ الثقة فى وفرة العملة، وهى أول خطوة للقضاء على السوق الموازية، وبعدها تنطلق باقى القطاعات الاقتصادية إلى الأمام، على رأسها الاستثمار وتحويلات العاملين فى الخارج والتصدير والصناعة، لتدور العجلة من جديد، وهذا ما حدث بالضبط عام 2003 والمشكلة أننا الآن مُستهدفون، وهذا لم يكن موجوداً فى 2003، وكان الوضع الاقتصادى متطابقًا فى عام 2003 مع قرار تعويم الجنيه، وانخفضت قيمة العملة بنسبة 80%، وسجل الدولار فى البنوك وقتها 5.40 جنيه، مقابل 3.40 جنيه، وبلغ فى السوق الموازية 7.30 جنيه، وعاود الانخفاض ليستقر لفترة طويلة عند 5.54 جنيه، ونما الاقتصاد بنسبة 8% بعد ذلك.
■ ما دور وزارة التجارة والصناعة فى منظومة الإصلاحات؟
- الوزارة تستهدف خفض عجز الميزان التجارى، من خلال تنشيط الصادرات وترشيد الواردات، وتشجيع الصناعة المحلية، ونجحنا جزئياً فى تحقيق ذلك، وأفاد أحدث تقرير عن حركة الصادرات والواردات بتراجع الواردات بنحو 6 مليارات دولار، خلال النصف الأول من العام الجارى، وارتفاع الصادرات مليار دولار، وهذا أمر جيد، والوزارة تستهدف أن تكون الصادرات نصف الواردات على المدى القريب، ونسعى للوصول بمعدل النمو الصناعى إلى 8% عام 2020، ونعمل على طرح المزيد من الأراضى الصناعية بشكل عاجل لتسريع وتيرة نمو الصناعة، إلى جانب غلق الفجوات الحالية فى منظومة الصناعة، خاصة قطاع الغزل والنسيج، كما تم فصل الدعم عن الصناعة فى الأسمدة، ما أدى إلى حدوث نمو كبير فى الصادرات، ونعمل أيضاً على إنشاء جهاز لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
■ أين وصلت استراتيجية تحفيز صناعة السيارات؟
- استراتيجية صناعة السيارات معروضة على مجلس النواب، ونأمل أن ينتهى من دراستها قريباً، وتُقدر مدة تطبيق الاستراتيجية ب 8 سنوات، وتعتمد على تقديم حزمة من الحوافز لثلاث فئات: الأولى تتعلق بتعميق الصناعة المحلية وزيادتها من 45.5% إلى 60% خلال تلك الفترة، مع تحديد نسب زيادة مستهدفة سنوياً، وفى حال الالتزام بتلك النسبة سوف يحصل المُصنع على الحوافز المقررة، والشق الثانى يتعلق بالكميات المصدرة إلى الخارج، فى حال عدم رغبة المُصنع فى التعميق، عبر الالتزام بتصدير عدد معين من السيارات المجمعة محلياً، تبدأ ب 30 ألف سيارة سنوياً للحصول على الحافز، مع زيادتها كل عام.
والشق الثالث يتعلق بحوافز لتجار ومستوردى السيارات، ويمكنهم الحصول على نفس الحوافز المقدمة للمنتجين حال تصديرهم مكونات محلية الصنع، بما يوازى 25% من قيمة السيارة المستوردة، وهذه الاستراتيجية ينتظرها عدد كبير من شركات السيارات العالمية، للدخول والاستثمار فى مصر، وخاضت الوزارة الكثير من المناقشات والمراجعات للوصول بالاستراتيجية إلى مجلس النواب.
■ ما رأيك فيما يردده مُصنعون بشأن اهتمام الدولة بفكر المشروعات القومية على حساب الصناعة؟
- المشروعات القومية هى أساس الاستثمار، فلا يمكن تشجيع الاستثمار والترويج له، وهناك انقطاعات متواصلة فى الكهرباء، ولا يمكن الترويج للاستثمار فى منطقة ما ولدينا نقص فى شبكة الطرق الرئيسية، وبالتالى فالمشروعات القومية قاعدة لجذب الاستثمار، وتستحوذ على اهتمام الإعلام، نتيجة لاهتمام جزء كبير من المجتمع بها، ولو نظرنا إلى ما نُفذ فى القطاع الصناعى، نجد مثلًا الخطوات التى استهدفت منها الوزارة الحد من البيروقراطية وتسهيل إجراءات ممارسة الأعمال، من خلال مشروع قانون التراخيص الصناعية الذى يصل إلى مجلس النواب، الأسبوع المقبل، وسيتيح لأكثر من 80% من الصناعات بالحصول على الترخيص الصناعى بالإخطار، والإجراءات الأخيرة لتنظيم الاستيراد للتأكد من جودة المنتجات المستوردة، وكذلك تنظيم الاستيراد من خلال سجل المستوردين الموجود حالياً فى مجلس النواب، وكذلك تنمية وتنظيم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال إنشاء جهاز يعمل على تنمية وتطوير هذه المشروعات، وكذلك إصدار قانون الشخص الواحد، وذلك ضمن قوانين كثيرة فى الصناعة، فضلًا عن زيادة مساندة تنمية الصادرات فى الموازنة، كما نتوسع فى توفير الأراضى الصناعية لسد العجز فى وفرة الأراضى الصناعية، فقد تم طرح أكثر من 3.5 مليون متر مربع وسيتم طرح أكثر من 10 ملايين متر قبل نهاية العام الجارى.
■ لماذا تأخرت الوزارة فى طرح مزايدة تراخيص الأسمنت؟
- قانون المناقصات والمزايدات يجب أن يتضمن مادة واضحة تعطى الحق لهيئة التنمية الصناعية فى طرح أنشطة برخص صناعية، وأن يجرى عليها مزايدة، منعاً لحدوث مشاكل قانونية أو رفع دعاوى قضائية تطعن فى قانونية الرخص والمزايدة، وهذا التعديل أخذ بعض الوقت فى ظل اتجاه الحكومة لمراجعة قانون المناقصات، لذا صدر قرار من مجلس الوزراء، قبل أسبوعين، يمنح صلاحيات كاملة لهيئة التنمية الصناعية، بشأن تحديد قيمة رخصة الأسمنت بناءً على متوسطات، وتشكلت لجنة للبت فى الرخص.
■ هل حددتم سعر الرخصة؟
- تم تحديد السعر 150 مليون جنيه، سعر الرخصة دون مزايدة، وفى حال وجود أكثر من طلب على رخصة واحدة يجرى طرحها فى المزايدة.
■ هل من المقرر طرح رخص للحديد قريباً؟
- كلمة رخصة لإقامة مصنع للحديد لم تعد موجودة، ومن المقرر معاملة صناعة الحديد مثل أى صناعة أخرى، فمن يريد إقامة مصنع أو التوسع فى مصنع قائم، يمكنه التقدم بطلب إلى الهيئة وبعد ذلك يتم عرضه على المجلس الأعلى للطاقة.
■ لماذا تغيير موقف الحديد رغم الإبقاء على تراخيص الأسمنت؟
- موضوع الحديد كانت هناك قضايا سابقة متعلقة به وصدرت فيها أحكام وردت «التنمية الصناعية» قيمة الرخص، أما وضع الأسمنت فهو مختلف، لأن هذه الصناعة تحصل على مدخلات الإنتاج من خامات مصرية بأسعار منخفضة، بعكس صناعة الحديد التى تستورد أغلب مدخلات الإنتاج.
■ هل تتوقع أن تغير حملة «بكل فخر صُنع فى مصر» فكرة المستهلك عن الصناعة المحلية؟
- تغيير ثقافة المستهلكين تستغرق وقتاً طويلاً، والحملة مدتها عامان، ورد الفعل عنها جيد جداً، وأعتقد أنها ستؤدى الهدف منها بأن نكون فخورين بالمنتج المصرى زى زمان، والناس فى الخارج تفخر بشراء منتجات بلدها، ويجب أن نفخر بشعار (صُنع فى مصر)، وهو أمر ينعكس مباشرة على الصناعة المحلية ويعطى فرصة لها للنمو والحصول على حجم سوق أفضل، وهو ما حدث أثناء زيارتى معرض جلود، وقال لى صاحب مصنع صغير فى الإسكندرية: «إنه قبل القرارات الصادرة حول الأسعار الاسترشادية للأحذية والمصنوعات الجلدية المستوردة، كنت أعمل بنسبة 30% من طاقتى الإنتاجية، وبعد القرارات إنتاجى محجوز حتى نهاية العام»، وهذا يعنى أن لديه فرصة للنمو والتوسع فى الإنتاج، وهذا الأكسجين الذى نعطيه للصناعة لتحقيق النمو والتوسع فى الإنتاج، يؤدى إلى أن تكون منتجاتك أرخص من المستوردة وبنفس الجودة، إن لم تكن أفضل، وأتمنى من كل مصرى يحب وطنه أن يشترى صناعة بلده لتحسين اقتصادنا وإتاحة فرص العمل لأبنائنا وإخوتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.