استحوذ مؤتمر "أهل السنة"، الذي عقد مؤخرًا بالعاصمة الشيشانية على اهتمامات المجتمع الإسلامي حول العالم، حيث تواصلت صداه خاصةً بالقاهرة الأمر الذي دفع رمزين من التيار الإسلامي للرد عليه، وتلخيص ملاحظاتهما عليه. البداية مع السلفي محمد حسان، الذي وجه انتقادات حادة للبيان الختامي لمؤتمر أهل السنة والجماعة بالشيشان والذي أبعد السلفية عن أهل السنة. وقال حسان في بيان اليوم: "ينعقدُ مؤتمر الشيشان في وقتٍ تمرُّ فيه أُمَّتُنا بمرحلة تاريخية فارقة وفتنٍ عاتية وأَزَماتٍ قاسية، فالكلمةُ مُفَرقة والانقسام عميق، والدماء تُسفك، والأقصى يُهان، والمسلمون يعانون الجور والظلم في كل مكان، وكان الأوْلى دعوة المسلمين إلى جمع الكلمة ووحدة الصف والاعتصام بالقرآن والسنة وتحقيق الأخوَّة الإيمانية "هو سمَّاكم المسلمين" وليست الأمة أبدًا في حاجة إلى مزيدٍ من الشقاق والنزاع والتشتت والخلاف ودعم الاستقطاب المذهبي والطائفي والفكري وزيادة الشحناء والبغضاء. وتابع: بل كانت الأمة ولا تزال في أَمسِّ الحاجة إلى دعوة العلماء لحقن الدماء والكفِّ عن القتل ورفع الظلم والقهر، وأن تُحفظ للإنسان إنسانيتُهُ وكرامتُه وسُبلُ العيشِ الحرِّ الكريم في إطارِ منهجِ الله ورسولهِ صلى الله عليه وسلم ثم هل من التأصيل العلمي المتجرد وفقه الواقع بتعمق إخراجُ السلفية من أهل السنة والجماعة؟! فالسلفيةُ ليست حزباً ولا جماعة ولا حكْراً على أحد، بل هي منهجُ يقوم على القرآن والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين. فيما اتهم الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، مؤتمر أهل السنة والجماعة الذي انعقد في الشيشان واستبعد السلفية من مفهوم أهل السنة واقتصر في دعوته وبيانه الختامي على اتجاه بعينه، بمحاولة سرقة لقب "أهل السنة والجماعة" من أهله، وإقصاء الاتجاه السلفي بكل أطيافه. وأضاف "برهامي"، في بيان له اليوم: "حتى العقلاء الذين تم دعوتهم والذين يميلون إلى التعايش والتقارب بين الاتجاهات الإسلامية لم يلتفت المؤتمر في بيانه الختامي لدعوتهم وصوتهم الذي مثّله شيخ الأزهر في كلمته، والتي نص فيها على ما يعتقده ويدعو إليه -وإن كان من الواضح أنه يجد ممانعة شديدة حتى في داخل مؤسسته- من أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث، فلم يقصوا السلفيين الذين يدخلهم تحت اسم أهل الحديث كما نعلم ذلك منه شخصيًا ونحمده عليه دائمًا".