في مثل هذا اليوم من عشر سنوات، رحل عنا عميد الرواية العربية نجيب محفوظ وفقدت مصر واحدًا من رواد الأدب في العالم العربي أجمع، وتوفي محفوظ في الثلاثين من أغسطس عام 2006، تاركًا خلفه تاريخًا حافلًا بالإبداع والرقي الأدبي. ولد نجيب محفوظ عبد العزيز، في حي الجمالية بمصر القديمة، كان محفوظ لم يقرأ كتابًا في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام؛ لأن كاتبه المويلحي كان صديقًا له. والتحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة عام 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب عام 1934، ثم شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية حتى غير رأيه وقرر التركيز على الأدب والرواية. وبعد ترك نجيب لتحضير رسالة الماجستير قرر أن يتفرغ للعمل وبالفعل انضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيرًا برلمانيًا في وزارة الأوقاف عام 1938، وأصبح مديرًا لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954. وعمل بعدها مديرًا لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية. وعام1960 عمل مديرًا عامًا لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشارًا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون. وكان آخر منصب حكومي شغله محفوظ كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما 1966 حتى 1971، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام. وبدأ نجيب محفوظ في الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة. وفي عام 1939، نُشرت أول رواية له وهي "عبث الأقدار" التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية، ثم نشر "كفاح طيبة" "ورادوبيس" و"ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة". وعام 1945 بدأ نجيب يكتب عن المنطقة التي ولد فيها وهي حي الجمالية، منها خان الخليلي وزقاق المدق. ثم اتجه لأسلوب آخر في الكتابة وهي الواقعية النفسية كان ذلك في رواية "السراب"، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع ب"داية ونهاية" و"ثلاثية القاهرة". فيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواية "الشحات"، و"أولاد حارتنا" التي سببت ردود فعل قوية وكانت سببًا في التحريض على محاولة اغتياله التي دخل على أثرها المستشفي. كما اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا وكان ذلك ظاهرًا في روايته "الحرافيش" و"ليالي ألف ليلة". وحصل نجيب على جائزة "نوبل" عام 1988، وتوفي نجيب محفوظ في بداية 29 أغسطس 2006 إثر قرحة نازفة بعد عشرين يومًا من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة في محافظة الجيزة لإصابته بمشكلات صحية في الرئة والكليتين.