... (قالوا لفرعون إيش فرعنك؟ قال : منحوني حصانة لا محدودة,وماحدش يقدر يلمِني) وعلموه كيف يجفو فجفا , ظالمٌ لاقيْت منه ما كفى,مسرفٌ في (حصانته)ما ينتهي,أتراهم علَّموه السَّرَفا؟, جعلوا ذنبي لديْه (أني انتخبته) ليت يدري! إذ درى الذنب عفا,يا خليليّ، صِفا لي حيلة,وأرى الحيلة أن (ترفعوا الحصانة) , وعلموه كيف يتحصن بالقانون , فداس القانون, حتى رأينا في السابق نائب الكيف ونائب التهرب الضريبي,ونائب العلاج على نفقة الدولة .ففي مصرنا العزيزة التي علت وتقدمت وقامت بثورة رائعة ,يبدو أن للنائب حصانتين ,حصانة مطلقة تحت القبة, وحصانة (طلقة خرطوش) خارجها ,وكتبت من قبل داعيا إلى ترشيد الحصانة,واليوم ننتظر لجنة وضع الدستور,والدستور هو العقد الاجتماعي الذي سنصوت عليه,ونقبله في تعاملاتنا ,راضين أو مرغمين .و أكيد أن الشريعة الإسلامية ستبقى المصدر الرئيسي للتشريع,و في شريعتنا أنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا مصري على مصري آخر,و لا لنائب على مواطن.وعليه فلا ينبغي أن تظل الحصانة بشكلها الحالي ,بل الواجب ضبطها ,وتقليم أظافر من قد تسول له نفسه انتهاك القانون. و وصلتني رسالة من الأستاذ خالد عبد القادر وهو مصري مغترب ,فيها أن الحصانة بالولايات المتحدة وغيرها هي حصانة برلمانية ,وليست جنائية.بمعنى أن النائب خارج القبة هو مجرد واحد من الناس وليس متميزا على الناس,و الدستور ينص على أن المواطنين سواء، وهم متساون فى الحقوق والواجبات ، لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو العقيدة,والمادة الثامنة والتسعون تنص على أنه لا يؤاخذ أعضاء مجلس الشعب عما يبدونه من الافكار والاراء فى أداء اعمالهم فى المجلس أو فى لجانه. لذلك فللنواب حصانة فيما يختص بممارسة العمل البرلمانى تحت القبة , أما المفاجأة القديمة فهي المادة التاسعة والتسعون الناصة على أنه لا يجوز فى غير حالة التلبس بالجريمة اتخاذ أية إجراءات جنائية ضد عضو مجلس الشعب إلا بإذن سابق من المجلس, وبالتالي تمثل حصانة جنائية خارج القبة,و إذن يجب إلغاء تلك المادة. ولو أن متدينا وطاهرا موجود اليوم في البرلمان وقلنا له :اعمل ما شئت فكما تدين لن تدان,ومهما ترتكب فلن تُحاسب . فهل سيظل ملاكا,أم سيرتع في الفساد,فهو سيد القوم وفوق الكل. وأكاد أسمعك تقول لي: سيمنعه تدينه.وسأرد على معاليك بأن النفوس متقلبة وغير مضمونة,وأن القانون هو حائط المنع الوحيد أمام أية تجاوزات محتملة.ثم لو أن نائب الشعب هو خادم الشعب,فلماذا يرتفع الخادم على سيده.؟ محمد موافي [email protected]