أثارت تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب"، والتي قال فيها إنه سيتعاون مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في مواجهة الإرهاب حال فوزه، جدلاً واسعًا. واعتبر سياسيون أن تصريحات "ترامب"، غير ناضجة ولا تتلاءم مع تصريحاته السابقة المعادية للإسلام والعرب، وأن دعمه للرئيس السيسى في مواجهة الإرهاب سيكون نوعًا من الخديعة. وقال أحمد الطنطاوي، عضو مجلس النواب، إن "حديث "ترامب"، عن مواجهة الإرهاب بالتعاون مع الرئيس السيسى، يجب ألا نعيره اهتمامًا كبيرًا؛ لأنه لن يحقق شيئًا مما يقول"، واصفًا إياه ب"الرجل الأحمق". وأضاف الطنطاوي ل"المصريون" أن "غالبية المرشحين الرئاسيين الأمريكيين دائمًا ما يركزون في الحملات الانتخابية على مواجهة الإرهاب، وعلى الأمور التي تحقق لهم تأييدًا على المستوى العالمي خلال فترة الانتخابات"، موضحًا أن الوضع يختلف تمامًا عند اعتلاء كرسي الرئاسة. وتابع: "منذ 8 سنوات هلل البعض بعد زيارة أوباما للقاهرة عندما أصبح رئيسًا لأمريكا، على اعتبار أن نظرته للعرب وللمسلمين ستكون مغايرة للرؤساء السابقين، لكن الحقيقة أنه صار على درب السابقين في التعامل مع العرب والمسلمين". وأشار إلى أن "أمريكا لديها سياسة ثابتة تسير عليها، وعلى جميع الرؤساء تنفيذ تلك الخطة سواء اتفقوا مع هذه الخطة أو اختلفوا معها". الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، قال إن مثل هذه التصريحات من جانب المرشح الجمهورية تعد غير ناضجة؛ نظرًا لاعترافاته السابقة التي تحث على الكراهية للعرب والمسلمين". وأضاف عودة ل"المصريون" أن "تعاون الرئيس السيسى أو أي زعيم عربي آخر مع "ترامب" يسيء إلى تلك الشخصية العربية التي تتعاون معه، مؤكدًا أن التعاون مع مثل هؤلاء ليس شيئًا جيدًا يدعو للفخر". وتابع: "ترامب يريد بذلك مخاطبة المتعصبين باليمين المتطرف في الحزب الجمهوري، والذين يتفقون مع أجندته الخاصة، التي تنظر إلى كل ما هو أسود أو غير أمريكي بنظرة متعصبة". وتساءل: "هل سيتعاون ترامب مع الرؤساء في مجال الحريات وحقوق الإنسان؟، وهل سيتعاون معهم من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية في تلك الدول؟ بالطبع لن يحدث ذلك، بل يسعى إلى ما يخدم حملته الانتخابية فقط". من جهته، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن تصريح "ترامب" بالتعاون مع الرئيس السيسى لمواجهة الإرهاب، جاء لأنه يرى أن الرئيس السيسي أحد الرؤساء الذين يواجهون الإرهاب بكل حزم وشدة. وأضاف ل"المصريون" أن "ترامب أراد بذلك إظهار عيوب الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة أوباما؛ لأنها هي التي سهلت الطريق أمام الإخوان للوصول إلى الحكم في مصر، بالإضافة إلى دعمها لداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية". وأشار إلى أن "ترامب" أراد كسب جماهيرية أكثر على حساب مرشحة الحزب الديمقراطي "هيلارى كلينتون"، لأنها تسعى إلى السير على درب الرئيس أوباما.