"يريد المرشح الجمهورى المحتمل "دونالد ترامب" ترميم العلاقات الأمريكية مع مصر ويدرك الجرح الذى شعر به الشعب المصرى تجاه أمريكا وادارة أوباما. كما أنه يقدر الرئيس المصرى السيسى وجهوده فى مواجهة الارهاب". هذا ما قاله د وليد فارس أحد مستشارى "ترامب" فى الشئون الخارجية فى حديث مع "الأهرام". وأكد د.فارس أيضا اعتقاد ترامب بأن ادارة الرئيس أوباما فى السنوات الثمانية الماضية قد خسرت العديد من الشركاء خاصة فى العالم العربى سواء مع دول الخليج أو مصر وأن كل هذه العلاقات فى حاجة الى اعادة النظر.. وتصور البعض خلال الأسبوع الماضى أن "ترامب" بتصريحاته الجديدة قد تراجع عن ما قاله وكرره من قبل عن "منع المسلمين" من المجئ الى أمريكا الا أن هذا التراجع لم يحدث. فقط أعاد "ترامب" صياغة كلماته فى وصف موقفه. وفى حديث له مع صحيفة اسرائيلية منذ أيام أبدى ترامب استعداده لزيارة اسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ولم تتبدل لهجته فيما يتعلق بالقضاء على "داعش" أو باقامة جدار على الحدود مع المكسيك يمنع سكانه من اللجوء لأمريكا بطرق غير شرعية. وعندما سألت د وليد فارس كيف ينظر "ترامب" لمصر ويرى قيادتها ورئيسها؟ أجاب:"أولا: هو يعتبر مصر بلدا كبيرا فى العالم العربى وبالتالى لا يجب أن تكون للولايات المتحدة علاقات سيئة مع مصر وترامب معجب بالرئيس السيسى لأنه يقود مواجهة شرسة مع الارهاب. وترامب يقدر الذى يدفع ثمنا لهذه المواجهة. وان السيسى حاسم فى مواجتهه وله جبهات مختلفة. سواء فى سيناء وفى الداخل وفى ليبيا. وأضاف د فارس:"ان موقفه واضح من مصر. هو يريد ترميم العلاقات معها . ويرى أن هذه العلاقات شهدت ترديا فى السنوات الأخيرة. وله ادراك بالجرح الذى شعر به الشعب المصرى تجاه أمريكا وادارة أوباما. ويرى أن هذا أمر يجب ترميمه .." وسألت الدكتور فارس: كيف يمكن ل "ترامب" أن يصل الى الشعب المصرى بعد ما قاله عن المسلمين وضرورة منعهم من دخول الولاياتالمتحدة؟. فقال: "ليس فى تاريخ ترامب الشخصى ما قيل من جانبه أو ما مكتوب باسمه يتعلق بالاسلام والاسلاموفوبيا." وأشار الى أنه "رجل تاجر و"بيزنسمان" وآخر شى يمكن أن يفكر فيه أن يمنع بشرا من دخول البلاد .. يريد أن يأتى البشر من كل أصقاع الأرض. وقال د فارس أيضا خلال حوارنا " أنه من المتوقع أن يقوم ترامب فى المرحلة المقبلة بتعديل هذا التصريح وتوضيح موقفه" .. أو حسب تعبير د فارس "بتطويره عبر التوضيح" بحيث يقول فيه اذا أعطتنى الأجهزة الأمنية الأمريكية وسيلة لكى أتعرف على من هو المتطرف, واذا ساعدنى شركائى فى الدول العربية فى عملية ضبط هؤلاء المتطرفين. فأنا سوف تكون لدى أحسن علاقة مع العالم العربى والاسلامى وسوف نضع حدا للتنظيمات الجهادية التكفيرية" وحسب د فارس فان ترامب يريد اصلاحا هنا فى الداخل بمساعدة الكونجرس ليعطيه القانون والتشريع المناسب لتنفيذ خطته. وعن أهم التحديات أو المهام التى يسعى "ترامب" إلى التصدى لها فى حالة انتخابه رئيسا لأمريكا قال د فارس: "ما سنسعى نحن فريق المستشارين مع السيد ترامب إلى تحقيقه أولا يجب اعادة الشراكة مع الشركاء والشراكات المفقودة. نحن نعتبر ادارة الرئيس أوباما فى السنوات الثمانية الماضية قد خسرت عديدا من الشركاء خاصة فى العالم العربى والشرق الأوسط الكبير سواء مع دول الخليج ومصر وتونس .. أو فى حالة تركيا. كل هذه العلاقات فى حاجة الى اعادة نظر" ثانيا قضية التحديات الكبرى. التحدى الأكبر هو عملية القضاء على داعش. الانتقاد الذى يقدمه ترامب وأقدمه أنا وهذا أمر مشترك هو أنه كان بامكان الولاياتالمتحدةالأمريكية لو اتبعت استراتيجية وسياسة أخرى أن تنهى موضوع داعش منذ البداية. نحن فى عام 2016 وداعش بدأ فى يونيو 2014. لذلك سوف تكون هناك استراتيجية بديلة. ثالثا فيما يتعلق بموضوع سوريا والعراق .. سنرى كيفية الترتيبات السياسية ونستطلع البديل, رابعا فيما يتعلق بالاتفاق الايراني. فإن ترامب حتى الآن قال أنه سوف يعيد التفاوض به. وبعض المستشارين يرون أن بعض جذور هذا الاتفاق يجب تعديلها." د فارس وهو يصف أسلوب أو منهج "ترامب" فى تعامله مع القضايا الدولية ذكر أن من كان قريبا منه فى هذا المنهج هو الرئيس ريجان قبل انتخابه رئيسا مشيرا الى أن "رؤية ترامب للعالم معروفة وموجودة ولها من ينتقدها ولها من يؤيدها..وهى فى تقديرى سوف تتطور ورأيناها تتطور." وقال إن: "التصريحات التى أدلى بها ويدلى بها ترامب فى مؤتمرات صحفية أو أمام الناخبين كانت تصريحات شعبوية.. وعندما ألقى خطابا مكتوبا رأى المحللون الفوارق بين الخطاب المكتوب والتصريحات المرتجلة". أول خطاب مكتوب له كان أمام "ايباك" أما الثانى فقد كان فى خطابه الخاص بالسياسة الخارجية بواشنطن الذى ألقاه يوم 27 أبريل الماضى. وقد وصفه المعلقون بشكل عام بأنه خطاب العموميات دون الدخول فى التفاصيل أو كان خطاب الأهداف دون تحديد الوسائل ."أمريكا أولا" كان شعاره الرئيسى والأساسي. و"ترامب" أثناء تواجده بالعاصمة الأمريكية الأسبوع الماضى للقاء بول راين رئيس مجلس النواب وقيادات الحزب الجمهورى بالكونجرس ألتقى ب"جيمس بيكر" أحد كبار الدبلوماسية الأمريكية ووزير الخارجية فى عهد الرئيس بوش (الأب) للتشاورمعه وأخذ رأيه فى بعض الأمور. لم يتم الكشف عن تفاصيل اللقاء و"بيكر" من جانبه لم يعلن بالطبع تأييده للمرشح المحتمل. وكان "بيكر" حضر الى واشنطن للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس حول دور أمريكا فى العالم. وحذر فيها من عواقب انكماش أو تراجع الدور الأمريكى فى مساعدة حلف الناتو أو الانسحاب من شرق آسيا ذاكرا أن العالم بدون الدور الأمريكى سيكون أكثر خطرا. وعندما سألت مستشار ترامب عن الفجوة الشاسعة فى الخبرة بين "ترامب" و"هيلارى كلينتون" للتعامل مع العالم وقضاياه قال د فارس: "هيلارى لها خبرة فى العمل الدبلوماسى أكبر من ترامب. ولها خبرة حتى فى موضوع الأمن القومى والعلاقات الدولية. كانت السيدة الأولى لثمان سنوات. كانت سناتورا وكانت لها علاقات فى الهيئات الدولية. وكانت وزيرة خارجية. ربما كانت الخبرة الأكبر فى موضوع العلاقات الدولية وفهم الأزمات. انما نحن نقول مع كل هذه الخبرة الهائلة هناك أخطاء فادحة جدا. ترامب له خبرة أقل وهو حتى الآن لم يمارس السياسة" وأضاف: "اذن على هيلارى أن تقدم نقدا ذاتيا وتعترف بأنها أخطأت وتقدم بديلا فى السياسات خاصة فى العالم العربى والشرق الأوسط. أما بالنسبة لترامب هذا هو الرهان نعم ليس لديه الخبرة الا أنه يقدم البديل" من هو د. وليد فارس د وليد فارس الأمريكى اللبنانى الأصل ليس بالاسم الجديد فى المشهد السياسى الأمريكى اذ خدم فى عام 2011 و2012 كمستشار للمرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية "ميت رومني". وتستعين به دوائر الحزب الجمهورى خاصة فى الكونجرس فى فهم وشرح قضايا المنطقة والارهاب والتطرف الديني. له ستة مؤلفات فى هذه الأمور أخرها كتاب "الربيع المفقود". ومعروف بمواقفه الحادة وأرائه الصريحة ضد الاخوان المسلمين ومد النفوذ الايرانى فى دول المنطقة. وكان فى مواقفه السياسية وتعليقاته الاعلامية مؤيدا لثورة 30 يونيو مطالبا من الادارة الأمريكية بفهم ودعم ما كان يطالب به الملايين من الشعب المصري.وقد قوبل اختياره ضمن فريق مستشارى "ترامب" بانتقادات شرسة من قبل منظمات أمريكية اسلامية وعربية ترى أن فارس بتصريحاته يعادى الاسلام والمسلمين. وقال د فارس فى حديثه مع "الأهرام" عن دوره كمستشار لترامب: ".. فى الآلية السياسية والثقافية السياسية الأمريكية كلمة المستشار هى أكبر مما هو نعرفه.. هو ليس فقط يقدم الاستشارة ولكن يحاول أن يوفر خطة سياسية معينة" وفريق مستشارى "ترامب" فى الشئون الخارجية حتى خطابه الذى ألقاه فى واشنطن كان قليل العدد لا يزيد عددهم على خمسة وليد فارس أحدهم.ان كان عددهم أخذا فى التزايد. ولم يتم الكشف بعد عن الأسماء الوافدة والمنضمة لحملة "ترامب". وقد ذكر أنه يستعين بأصحاب آراء عديدة وأنه راغب ومستعد لزيادة معرفته بملفات العالم.