«منيحة» ألغت حفلات الزفاف وتقديم هدايا الخطوبة خاصة «المحمول» قبائل بدو الصحراء وتحديدًا قبيلتى البشارية والعبابدة، أشهر من سكنوا المناطق الحدودية بين مصر والسودان، وهى من القبائل العربية الأصيلة التى لا تغالى أو تسرف فى الإنفاق بالنسبة للزواج حرصًا على الظروف الاجتماعية والمعيشية الصعبة التى تعيش فيها، خاصة أن معظمها مقيم فى تجمعات من الخيام والمنازل البسيطة التى تفتقر فى الأساس إلى أقل شىء من مقومات الحياة . الزواج بين أبناء هذه القبائل، يتم بالتراضى أو بكلمة شرف، حيث لا يتم توثيقه، اعتمادًا على نظام القضاء العرفى وهو السارى فى المنطقة حتى الآن، وهو الشخص المسئول عن تنظيم أمور الحياة بين كافة العائلات دون وصول أى خصومات أو مشاكل أسرية أو اجتماعية إلى ساحات القضاء المعروفة أو أقسام الشرطة. وتقوم فكرة الزواج بين هذه القبائل، على نظام زواج السنة أو زواج القبائل كما يطلق عليه من خلال اجتماع أهل العريس والعروس و يتم الزواج بالقبول بين طرفى كل عائلة، والذين يجتمعون على كلمة شرف، وهو زواج من الناحية الشرعية سليم، لأنه يستوفى الإشهار والقبول، ولكنه فى حقيقة الأمر يضيع حقوق الأبناء والزوجات فى حال الانفصال بين الزوجين لا قدر الله، خاصة ضياع الحق فى الحصول على الميراث وإثبات النسب، لأنه غير معترف به من الناحية القانونية. كما أن فكرة زواج السنة أو زواج القبائل، لا يتم من خلال التوقيع على عقد الزواج عند مأذون بل يتم على يد مجلس عرفى من كبار القبائل هناك. القبائل حافظت على بعض الطقوس الخاصة بها فى إبرام مثل هذا النوع من الزواج، والذى هو فى الأساس عادات وتقاليد عربية أصيلة، حيث إن معظم حالات الزواج تتم بين الشخص وإحدى الفتيات من نفس القبيلة فى إطار الحفاظ على نسل القبيلة أو العائلة من جهة، إضافة إلى الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين كيان القبيلة الواحدة من ناحية أخرى. وفى قرية منيحة بمركز كوم أمبو ، ضربت أروع الأمثال فى وضع حد لنفقات الزواج الباهظة، دون المغالاة أو إرهاق المقبلين على الزواج، وفقد أطلقت القرية منذ عدة سنوات مبادرة من شأنها تخفيف المغالاة فى متطلبات الزواج، أهمها اقتصار مراسم الزواج على قراءة الفاتحة بالمساجد بين العائلات كشرط أساسى لإتمام الزواج، إضافة إلى التخلى على فكرة إقامة حفلات الزفاف خاصة فى مرحلة الخطوبة بين أهالى وعائلات القرية. كما منعت القرية تقديم العريس لعروسه الهدايا الباهظة خلال فترة الخطوبة لعدم إرهاق الزوج. كما وضعت القرية شرطًا غريبًا نوعًا ما، ولكنه يأتى فى إطار ترشيد الإنفاق هو منع تبادل الهدايا بين العريس وخطيبته قبل الزواج نهائيًا، حتى أن عددًا من الأسر أقرت بمنع إهداء العريس لخطيبته مثلاً الهواتف المحمولة، على أن يقتصر التواصل بين العريس ووالد خطيبته أو المسئول عنها مباشرة. واقتصر الزواج على تقديم الزوج ( دبلة وخاتم فقط ) لزوجته دون تقديم شبكة رسمية قبل الزواج، على أن يكون لهم حرية التصرف عقب إتمام مراسم الزواج، كما لا يتم تقديم أى طعام للمدعوين أثناء مراحل الخطوبة إلا فقط ليلة الزفاف، على أن يقتصر حفل الزفاف على ليلة واحدة. شاهد الصور..