جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعهده بمحاسبة عناصر محدودة ضمن الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، والتي نفذت محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي. جاء ذلك خلال اتصاله عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بفعالية أقيمت بمقر "حزب العدالة والتنمية" في العاصمة أنقرة، بمناسبة الذكرى السنوية ال15 لتأسيس الحزب، اعتبر أردوغان محاولة الانقلاب التي واجهتها تركيا يوم 15 يوليو/تموز الماضي، "التهديد الأكثر دنأءة" في تاريخ البلاد. وقال إن "محاسبة هؤلاء الذين خانوا أمتنا، واجتثاث جذور منظمة فتح الله غولن الإرهابية، يعد دينا في أعناقنا". وفيما بتعلق بالذكرى ال15 لتأسيس الحزب، أضاف أردوغان أن "حزب العدالة والتنمية وأعضائه هم الممثلون الحاليون للنضال الذي جرى خوضه في منطقة الأناضول منذ ألف عام". وأضاف: "نأمل من حزب العدالة والتنمية، مُشَيِّد التحول الاقتصادي الذي انجزه منذ نهاية 2002 حتى الوقت الحالي، أن يواصل مهمته الرائدة في الفترة اللاحقة". يشار إلى أن "حزب العدالة والتنمية" ظهر لأول مرة بهذا الاسم على مسرح السياسة التركية في 14 أغسطس/آب 2001، بزعامة المؤسس رجب طيب أردوغان، ومنذ ذلك الحين والحزب يسير وفق المبادئ والأهداف التي رسمها، ليتمكن بعد ذلك من إثراء الحياة السياسية في تركيا، ومنحها رئيسين للجمهورية هما عبد الله غل، ورجب طيب أردوغان، و4 رؤساء وزراء وهم غل، وأردوغان، وأحمد داود أوغلو، وبن علي يلدريم. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن"، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" - غولن يقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.