رسائل النصب عبر الموبايل "انزل لقينا مقبرة.. عمك لقى تماثيل".. الضحايا: بيتنا اتخرب.. وخبراء: الفقر هو السبب "انزل لقينا مقبرة، عمك لقي تماثيل، أبوك لقى 100 كيلو ذهب".. رسائل نصية قصيرة يسعد البعض بها عندما يجدها على هاتفه المحمول، ظنًا منهم بأن السماء قد تمطر ذهبًا؛ حيث يستغل المحتالون الفقر وقلة الوعي لدى أغلب الأفراد لاستدراجهم والاستيلاء على مبالغ طائلة منهم. "المصريون" تلتقي أبرز الضحايا الذين وقعوا في فخ تلك الرسائل ودفعوا مبالغ باهظة من أجل العثور على الكنز المجهول. "خسرت أكثر من 5000 جنيه".. بهذه الكلمات يروي عبدالرازق، إحدى ضحايا الكنز المجهول، مأساته بعد أن أوهمه القائمون على تلك الرسائل بأن لديهم "تماثيل وأحجار كريمة"، قائلاً: "جاتلي رسالة على التليفون مكتوب فيها إحنا لقينا تمثال شوف حد يصرفه، وتم تحديد موعد عشان أشوف أصحاب الرسالة". وأضاف عبدالرازق ل"المصريون": "بعد ما وصلنا لقينا تمثال بالفعل، وقالولي إنهم مش عارفين يبيعوا التمثال وطلبوا مني 5000 جنيه.. وأخد أنا التمثال وبعد ما دفعت الفلوس اكتشفت أنها ليست تماثيل حقيقية ولكنها تماثيل مزيفة". ويحكى "م ، ر"، ضحية آخر، أنه تلقى على هاتفه رسالة مكتوب فيها: "انزل البلد ضروري عمك لقى تماثيل ذهب وحجارة وكتاب شوف راجل أمين يصرفهم"، وعندما قمت بالرد على صاحب الرسالة تقدم بالاعتذار، معللاً أن الرسالة تم إرسالها عن طريق الخطأ؛ ولكن فضولي دفعني للتواصل ومن هنا بدأت العملية. وأضاف "م،ر" قائلاً: "اتفقنا على تقسيم الآثار، ولكنه طلب مننا مبلغ معين من المال مقابل استخراج محتويات المقبرة وبعد أن أخد المبلغ الذي طلبه لم نره مرة أخرى". فيما علق "ب،ج" قائلاً: "بعد أن جاءت لي تلك الرسالة قررت الاتصال بهم، فأخبروني بأنهم وجدوا آثار بالفعل فى مكان معين، فأخذت معى أحد أصدقائي لعلمه في مجال الآثار إذا كانت مزيفة أم حقيقية؟، وبمجرد أن دخلنا إلى المنزل وجدنا أكثر من قطعة للآثار وبعد فحص صديقي لها أخبرني بأنها أيضًا ليست تماثيل، وكلها مواد تشبه الآثار وليست آثارًا". ويقول آخر يدعى "ص، ع" إنه فقد الكثير من أمواله بعد أن أقنعه أحد الدجالين بأن منزل والده بالقرية به أباريق ذهبية ترجع للعصور القديمة وأن زوجة الضحية هي التي ستخبره بمكان وجود الأباريق؛ لأنها "بها جن" والجن هو مَن سيخبرهم، وبعد أن فعل الدجال كل هذه الأمور وأخذ الكثير من الأموال إلا أننا فى النهاية لم نجد شيئًا. ومن جانبه، علّق اللواء حسام سويلم، الخبير الأمني معقبًا على تلك الحالات, بأن هذه الظاهرة ليست حديثة على رجال الأمن، كما أن مصدرها في الغالب محافظتا "الفيوم وبني سويف"؛ حيث إن بعض النصابين المتخصصين يستغلون الفقر وقلة الوعي والثقافة والطمع في تحقيق الربح بأي طريقة كانت. وأضاف "سويلم" في تصريحات خاصة ل"المصريون": "لكي نتخلص من تلك الظاهرة لابد من زيادة الوعي ومحو الجهل، واستخدام حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لتوعية المواطنين من مغزى هذه الرسائل". ويضيف "سويلم" أن رجال شرطة السياحة لهم دور أساسي ومحوري في تتبع هؤلاء المحتالين وأماكن وجودهم للتخلص منهم وإنقاذ المواطن المصري. وفي السياق ذاته، عقّب عمار علي حسن، المفكر والباحث السياسي، على هذه الرسائل قائلاً: "لابد على وسائل الإعلام أن تلقى الضوء على هذا الموضوع لتحمى المواطنين من النصب، بحيث يتم عرض مضمون هذه الرسائل الخداعية. وأضاف "حسن" في تصريحات ل"المصريون": "علينا أن نأتي بمجموعة من علماء النفس والاجتماع، وفى المقابل نستضيف مجموعة من الأشخاص الذين تعرضوا للنصب والحالة النفسية التي يعيشها الآن وماذا حدث لهم بعد تعرضهم لهذه العملية". وتابع: "حاجة الناس إلى الثراء السريع للحصول على هذه الأموال دون وجه حق جعلهم يلجأون إلى مثل هذه الوسائل". ومن ناحية دور الإعلام، قال عمار إنه مقصر في هذه القضية؛ لأن هذه الرسائل لم تخلق الآن، فمنذ سنوات عديدة ويتلقى المواطنون هذه الرسائل، نتيجة الفوضى التى سادت فى البلاد.
وفي نفس السياق، قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني والاستراتيجي: "صاحب هذه الرسائل يقوم بإرسالها على أساس أنها أتت بطريق الخطأ ويشتمل مضمونها، على رسائل "يا محمد انزل لقينا مقبرة فراعنة فيها 7 عرايس ذهب عايزين نبيعهم". وأشار نور الدين في تصريحا ل"المصريون" إلى أن هذه التماثيل ليست حقيقية يقوم صاحبها بشرائها من منطقة خان الخليل، والبردى.