أعربت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، عن إدانتها الشديدة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا، منتصف الشهر الماضي، مشيرة إلى أن "الاتحاد أول من قام بذلك علناً". جاء ذلك في اتصال هاتفي جرى بين موغيرني والأمين العام لمجلس أوروبا، ثوربيورن ياغلاند، عقب زيارة أجراها، أمس الأربعاء، لتركيا ولقائه عدد من المسؤولين والقوى السياسية في البلاد. وحسب بيان صادر عن مكتب العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، أكدت موغريني أن الاتحاد الأوروبي "أول من أدان علناً" محاولة الانقلاب الفاشلة؛ وذلك "دفاعاً عن المؤسسات الديمقراطية الشرعية في تركيا". ولفت البيان إلى أن موغريني وياغلاند أكدا "اتفاقهما على أن ردود الفعل على محاولة الانقلاب يجب أن تكون في ظل الاحترام الكامل للديمقراطية وسيادة القانون والحريات الأساسية". وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا سيكثفان الاتصالات من أجل متابعة التطورات في تركيا، وسيواصلان العمل جنبا إلى جنب في هذا الصدد. ويضم مجلس أوروبا الذي يتخذ من ستراسبورغ مقرا له 47 دولة أوروبية وتأسس عام 1949 إثر نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، ويضم دولا أوروبية غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل تركيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان والبوسنة والهرسك وصربيا وموناكو والجبل الأسود. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.