"ولدي العزيز أحمد.. تلقيت رسالتك الرقيقة المعبِّرة عن شعورك النبيل فكان لها أجمل الأثر في نفسي، وأدعو الله أن يحفظكم لتكونوا عدة الوطن في مستقبله الزاهر أوصيكم بالمثابرة على تحصيل العلم مسلحين بالأخلاق الكريمة، لتساهموا في بناء مصر الخالدة في ظل الحرية والمجد.. والله أكبر والعزة لمصر". بتلك الكلمات رد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على رسالة للعالم المصري أحمد زويل منذ ما يقرب من 60عامًا، حيث كان يبلغ وقتها من العمر عشر سنوات. لم يتوقع الطفل الذي لا يزال يدرس بالمرحلة الابتدائية حينها والقاطن في دمنهور التي تبعد عن العاصمة بحوالي 200كيلو متر، أن يرد الرئيس على رسالة. وروى "زويل" أنه حين بلغ العاشرة من عمره كان متحفزا لأبعد الحدود لرؤية الرئيس جمال عبدالناصر، لذا فإنه قرر أن يرسل إليه خطابًا قال فيه: "ربنا يوفقك ويوفقك مصر". رد عبدالناصر على زويل جعله يتذكرها حتى وفاته، قائلاً إن هناك رجفة سرت في بدنه وهزت مشاعره هزا عنيفا لدى رؤيته لاسمه وقد خطته يد الرئيس.