عباس غير معني بالمبادرة المصرية ومقترح القاهرة يضر بتدويل الصراع مع تل أبيب رئيس السلطة لا يمكنه مواجهة السيسي والقاهرة ترى أن مبادرة باريس ستحتضر قال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري، إن التوتر بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يزداد بسبب المبادرة المصرية ورفض الأخير المصالحة مع محمد دحلان القيادي السابق بحركة "فتح". وأضاف أن مصر رفضت طلبًا من السلطة الفلسطينية بعقد منتدى لجامعة الدول العربية بالقاهرة لمناقشة استمرار إسرائيل في سياستها الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية. وأوضح أن "عباس الذي يعيش الآن آخر أيام منصبه، غير معني بدفع ودعم المبادرة المصرية المقترحة من الرئيس السيسي للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين ؛ خاصة أن الحديث يدور عن مبادرة تتضمن عقد مؤتمر إقليمي وإجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل برعاية مصرية، وليس مؤتمرًا دوليًا كما تنص المبادرة الفرنسية التي من شأنها فرض حل معين على تل أبيب و ربطها بجدول زمني لإنهاء المفاوضات والانسحاب لحدود 67". وذكر أن "المبادرة المصرية تضر، وفقًا لوجهة نظر عباس، بالإستراتيجية التي حددها لتدويل الصراع مع إسرائيل، والتي تتضمن جر تل أبيب للمؤسسات العالمية وتشجيع الحظر ضدها في الساحات الدولية". واستكملت: "محمود عباس لديه مشكلة تتلخص في أنه غير قادر على الدخول في مواجهة مباشرة مع القاهرة والرئيس السيسي، لهذا فهو يلعب على عامل الوقت ويحاول إذابة المبادرة المصرية ودفع نظيرتها المقترحة من باريس، هذا هو السبب في أنه حتى وقتنا هذا، لم يتم تحديد لقاء ثلاثي في القاهرة بين السيسي وعباس، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي". وتابعت: "قبل أكثر من أسبوع، التقي عباس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لمناقشة طرق دفع مبادرة باريس كما قام صائب عريقات سكرتير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بزيارة القاهرة والاجتماع بوزير خارجيتها سامح شكري، وفي نهاية اللقاء أعلن عريقات أن هناك موقف واحد بين مصر والفلسطينيين في عدم معارضتها للمبادرة الفرنسية والوحيدة التي لديها هذا الموقف المعارض هي إسرائيل". وأشار "نيوز وان " إلى أن "تصريحات عريقات صحيحة جزئيا؛ فالقاهرة لاتعارض المبادرة الفرنسية لكنها تريد دفع مبادرة السيسي أيضًا من منطلق أن نظيرتها الباريسية لن يتم قبولها إسرائيليًا وأن هذه المبادرة في طريقها للاحتضار". وأضاف: "عريقات أخفى الخلافات في وجهات النظر بين السلطة الفلسطينية ومصر، ووفقًا لمصادر بحركة فتح، فإن القاهرة رفضت طلبًا قدمه عريقات قبل عدة أسابيع باسم السلطة؛ من اجل عقد مؤتمر في القاهرة للرباعية العربية لمناقشة قضية الاستيطان الإسرائيلي وجدول زمني يتعلق بتقديم مقترح قرار لمجلس الأمن فيما يتعلق بنفس القضية". وقال: "الرباعية العربية هو كيان تابع لجامعة الدول ويضم مصر والسعودية والبحرين والإمارات، ويرأسه الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط ، ويهدف لبلورة توصيات خاصة بالجمعية العمومية لجامعة الدول". وأوضح، أن "عباس مهتم بالحصول على مظلة عربية تدعمه في أي تحرك يقوم به في مجلس الأمن". وأشار إلى أن "مصر لم تستجب للمطلب الفلسطيني المتعلق بالمستوطنات لأنها ترى أنه في التوقيت الحالي أي خطوة من هذا النوع من شأنه إجهاض مبادرة السيسي، ووفقا لمصادر فقد توسطت الأردن بين القاهرة ورام الله إلا أن الموقف المصري ظل كما هو". ولفت إلى أن "التوتر بين السلطة الفلسطينية ومصر له جانب آخر وهو مسألة الحرب على كرسي الرئاسة برام الله؛ فالرئيس السيسي معني بأن يكون محمد دحلان عدو عباس اللدود الذي تم طرده من حركة فتح، خليفة الأخير، ورئيس السلطة المقبل، وقبل عدة شهور توجه الرئيس المصري بطلب لعباس للمصالحة مع دحلان والسماح بعودته للأراضي الفلسطينية وصفوف فتح إلا أن الطلب قوبل باعتراض عباس الشديد". وختم قائلاً: "مصر ترى أن عباس سيرحل عن المسرح السياسي قريبًا وتريد أن يكون خليفته شخصية مقبولة في القاهرة، ومن بين كل المرشحين دحلان هو المفضل بعينه، الأخير لديه علاقات ممتازة مع السيسي وتوسط بين القاهرة وأديس أبابا فيما يتعلق ببناء سد النهضة، الذي من شأنه المساس بحصة مصر من مياه نهر النيل". وذكر أن "معارضة عباس لطلب السيسي الخاص بدحلان والمبادرة المصرية يمثل غيوم تخيم على العلاقات بين السلطة الفلسطينية والقاهرة، لكن ووفقًا لمصادر مصرية؛ فإن السيسي حريص على دفع مبادرته السياسية الجديدة، كما أن عباس يواجه معضلة صعبة وتقديرات حركة فتح ترى أن الأخير سيضطر في نهاية الأمر إلى الانضمام للمعسكر المصري، على الأقل فيما يتعلق بمبادرة السلام المقترحة من القاهرة".