يسري: إثيوبيا شتت مصر عن القضية الأم اللاوندي : ملتزمون معهم بالدبلوماسية الزائدة برلماني: لا يوجد شقيق يمنع الماء عن شقيقه
استنكر خبراء ودبلوماسيون القرار الذي اتخذته وزارة الصحة الإثيوبية بوقف استيراد الأدوية من 11 مصنعا مصريا بحجة وجود أخطاء تتعلق بعمليات تداول المستندات والبيانات بشان هذه المصانع. واعتبر سياسيون ذلك أسلوبا جديدا للدولة الإثيوبية للضغط على مصر في قضية بناء سد النهضة , فيما اعتبر خبراء سياسيون القرار تصرفا غير معتادا في العلاقات المصرية الإثيوبية , وقال برلمانيون أن إثيوبيا لا تحترم علاقاتها التاريخية بمصر وجرأتها في اتخاذ القرار غير معهودة .
وقالت غرفة صناعات الدواء ، على لسان رئيس الغرفة ، إن القرار جاء على خلفية زيارة من لجنة مشكلة من وزارة الصحة الإثيوبية للتفتيش على المصانع المصدرة لها، مشيرا إلى أنه إجراء روتيني تقوم بها وزارات الصحة في كل دول العالم مستبعدا أي أسباب سياسية وراء قرار وزارة الصحة الإثيوبية .
من جانبه، قال إبراهيم يسري, سفير مصر السابق بإثيوبيا, إن أديس أبابا تمارس نوعا من الضغوط الاقتصادية على مصر للقبول بشروطها في قضية السد، مشيرا إلى أن إثيوبيا أهدرت 11 اتفاقية دولية بينها وبين مصر .
وأضاف "يسري " في تصريحات خاصة ل "المصريون" أن هذه بوادر الكارثة وليست الكارثة الحقيقة، موضحا أن إثيوبيا تشتت مصر عن القضية الرئيسية وهي قضية بناء السد .
وأشار سفير مصر الأسبق , إلى أن هناك جرأة غير معهودة على الشقيق الإفريقي في اتخاذ بعض الخطوات واصفا إياها بالخطوات الصبيانية التي ستحمل العلاقات المصرية الإثيوبية فوق طاقتها الكثير والكثير .
وتابع: أوراق الضغط التي تستخدمها إثيوبيا قد تؤدي إلى قطع علاقات المصرية الإثيوبية موضحا أن الدعم الإسرائيلي الأمريكي لن يدوم لكن العلاقات المصرية الإثيوبية لها تاريخ عميق.
من جانبه، يرى الدكتور سعيد اللاوندي, الخبير في العلاقات الدولية, إن إثيوبيا بدأت تكشف أوراق الضغط اقتصاديا على مصر، مشيرا إلى أنه تصرف غير لائق في العلاقات المصرية الإثيوبية.
وأضاف "اللاوندي " في تصريحات ل "المصريون" , أن توقيت هذا الضغط غير مناسب بالمرة، وذلك لأن الأجواء مكدرة وغير صافية، موضحا أن مصر ملتزمة بالدبلوماسية الزائدة عن اللازم.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أنه إذا تعاملت مصر مع إثيوبيا بنفس منطلق العداوة ستصطدم حتما بالمجتمع الدولي مشيرا إلى أن الأزمة ستحتاج إلى حوار مطول الإعادة الثقة مرة أخرى .
وفي الإطار ذاته قال النائب البرلماني, خالد عبد المنعم , إن مقاطعة إثيوبيا ل11 مصنع لتصدير الأدوية لها يعد ورقة للضغط على مصر قائلا : "الموضوع موش عايز بالعربي كدا "فكاكة ".
وأكد "عبد المنعم" في تصريح خاص ل "المصريون"، أن الأمر لن يخرج عن رعاية أمريكا وإسرائيل، موضحًا أن هذه الدول هي المسئول عن تأزم العلاقات المصرية الإثيوبية .
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن إثيوبيا لا تحترم علاقتها التاريخية بمصر قائلا "من النهاردة لم تعد هناك علاقة أشقاء لأنه لا يوجد شقيق يمنع الماء عن شقيقه".