«شعبة اللحوم»: مربو الماشية يلجأون إليها لارتفاع أسعار العلف «المواصفات والجودة»: يؤثر على بنية الماشية ظهرت من جديد مشكلة ارتفاع أسعار العلف الخاصة بتربية المواشي؛ نتيجة الاعتماد على الاستيراد وقلة الإنتاج المحلي، حيث تراوحت ما بين 50 و100 جنيه، بحسب الأنواع، فضلًا عن اختفائها من الجمعيات الزراعية، ما أدى إلى لجوء مربي المواشي إلى الاعتماد على الحشائش وأوراق محصول القصب، كبديل عن الأعلاف كمصدر أساسي لتربية الماشية، وحذر خبراء اللحوم أن الاعتماد على الحشائش وحدها يؤثر على بنية الماشية، التي تحتاج إلى البروتين، الموجود في الأعلاف دون الحشائش. بدوره قال الدكتور فهيم عزيز الدين شلتوت، عضو لجنة مواصفات اللحوم ومنتجاتها بالهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، إن ارتفاع أسعار اللحوم نتيجة طبيعية لارتفاع أسعار العلف، خاصة أننا نعتمد على استيراد العلف من الخارج لعدم وجود إنتاج محلي منه، ونستورد بالدولار ومع ارتفاع سعره هذه الأيام تتكلف الدولة أموالًا كبيرة تظهر أزمة، فضلًا عن ارتفاع أسعار اللحوم. وأضاف شلتوت ل"المصريون"، أن هناك تقصيرًا وتجاهلًا من الدولة للفلاح الركيزة الأولى والعنصر الأساسي في منظومة اللحوم بمصر، التي كانت في الماضي تقوم بدعمه، فضلًا عن رعاية الحيوان وتوفير الأعلاف الخاصة به وتقوم برعايته طبيًا وصحيًا في الوحدات الصحية بالقرى والنجوع بالمجان بداية من التذكرة الطبية، مرورًا بمراحل العلاج نهاية بمتابعته حتى الشفاء. وتابع: الحكومة أدارت ظهرها لمربي المواشي والفلاح، وقامت بتهميشه وتركته فريسة لجشع المستوردين، وبدأ الفلاح يهاجر من القرية والمحافظة التي يعيش فيها إلى المدن للعمل في أعمال "البناء والتشييد، والمصانع، والشركات"؛ بدلًا من العمل في الأرض الزراعية وتربية المواشي والاستفادة منها، بسبب تجاهل الدولة له وارتفاع أسعار السماد وأعلاف الحيوانات، وقلة إنتاجية المحاصيل الزراعية على حد قوله. وناشد شلتوت الحكومة توفير الدعم الكامل للفلاح خاصة "السماد، والأعلاف، العلاج"، ورعاية الثروة الحيوانية، حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي من اللحوم، قائلًا: نحتاج لرجال مخلصين للوطن هدفهم إعلاء مصلحة الوطن عن المصالح الشخصية" على حد قوله. وفى سياق متصل قال محمد شرف، نائب رئيس شعبة اللحوم بالغرفة التجارية، إن أزمة ارتفاع اللحوم سببها الرئيسي ارتفاع أسعار العلف والاعتماد على الاستيراد من الخارج. وأضاف شرف ل"المصريون"، أن الجميع ينتقد الجزارين وتجار اللحوم ويعلقون أسباب ارتفاع أسعار اللحوم عليهم وهذا غير صحيح؛ لأن تجار اللحوم أو الجزارين يريدون بيع السلعة لأنها لو ظلت في المحلات لتعرضت للتلف، وبالتالي سيخسر وهو، ولكن التاجر يواجه أزمات مثل أزمة العلف الذي يمثل العنصر الرئيسي في منظومة اللحوم، ولدينا مشكلة في مصر حيث نعتمد على الاستيراد في ما يتعلق بالثروة الحيوانية. وطالب الحكومة في إعادة النظر في التوسع في إنشاء مصانع العلف حتى يتم التنمية في قطاع الثروة الحيوانية، والاهتمام بمشروع "البتلو"، وإعادة تطبيقه وتفعيل دور الرقابة على هذا المشروع. وأكد أن الاعتماد على الحشائش المتواجدة في الذرة ومحصول القصب بدلًا من العلف يؤثر بشكل كبير على نوعية اللحوم وخاصة اللحوم "المرمرية"؛ لأن العلف يحتوي على عناصر متعددة مفيدة مثل "البروتين، الفيتامينات، الألياف"، وهي مواد أساسية في إنتاج اللحوم، مشددًا على ضرورة توفير مساحات زراعية للمزروعات التي يعتمد عليها الفلاح في تربية المواشي مثل "البرسيم"، الذرة الصفراء التي يصنع منها العلف. وأردف نائب رئيس شعبة اللحوم بالغرفة التجارية، أن الماشية تحتاج بشكل كبير للغلال والأعلاف، وخاصة الصغيرة منها، لتقوية بنيتها وحصولها على البروتين من الغلال، فالماشية الصغيرة تحتاج الغلال والأعلاف يوميًا، ومع ارتفاع أسعار الغلال الأعلاف يستخدم مربو الماشية الحل البديل، وهو التنوع بين الحشائش والأعلاف، ولكن الأفضل لإنتاج لحوم جيدة هو الاعتماد على الأعلاف الممزوجة بالحشائش.