سادت حالة من التعاطف والشفقة بمنطقة مساكن العجيزي التابعة لحي أول طنطا، إثر قيام قسم الإشغالات التابع للحي، بإزالة "عشة" لأسرة مكونة من 6 إفراد، وإلقاء محتويات الأساس في وسط الطريق؛ دون مراعاة لمستقبل تلك الأسرة التي ارتضت بتلك المعيشة البائسة، ودون إيجاد حل لها من قبل المسئولين والأجهزة التنفيذية. وتبين أن "العشة" المبنية من عروق خشبية وسقف من البوص والبلاستيك والقماش، كان يقيم بها عامل حرفي بعد أن فشل في الحصول على شقة ضمن مشروع إسكان محدودي الدخل. ويقول وائل جمال الدين، عامل حرفي: "قمت بعمل تلك العشة بعد أن فشلت في الحصول على شقة ضمن مشروع إسكان محدودي الدخل". وتابع العامل الحرفي: "أنه أصبح الآن بلا مأوى من حر الصيف هو وأطفاله الأربعة وزوجته، حيث افترشوا العراء بنفس المكان الذي هدمت فيه "العشة" التي كانت تأويهم؛ تجرحهم نظرات المارة وأهالي المنطقة، ولم يشفق عليهم مسئول من الحي بشقة يسكنها، أو مأوى يحمي أطفاله الأربعة من حشرات الليل". وتضيف نهى محمود، الزوجة المشردة، "أنها وأطفالها وزوجها أصبحوا مشردين في الشوارع بلا مأوي، ولا رحمة ولا مكان يجلسون"، متابعة "إحنا راضين بالهم والهم مرضيش بينا... عايشين في جدران خشب وعشة في الزبالة وكمان ما سبوناش في حالنا". وقالت نهى: إن قرار إزالة العشة صدر مجاملة لأحد العاملين في الحي، ويقيم بالعقار المجاور ل"العشة" التي تم إزالتها، ورفض المسئولون جميع توسلاتها هي وأطفالها الصغار بتركهم في مكان إقامتهم. وناشدت الأسرة محافظ الغربية ورئيس الحي، التدخل العاجل وإنقاذهم من التشرد في الشوارع، وقالت مناشدة المسئولين "حد منهم يرد علينا يقولنا نعمل إيه دلوقتي مش مهم أنا وجوزي المهم عيالي الصغيرين"، موجهة رسالة إلي رئيس الجمهورية، مضمونها "إحنا طالبين الرحمة يا سيادة الرئيس وحرام عليكم عيالنا".