بعد عام من السهر والكفاح لطالب الثانوية العامة ينتظر الطالب ثمرة كفاحه على أحر من الجمر، وما أن تظهر النتيجة حتى يدخل في دوامة التنسيق التي تحدد ملامح مستقبله، إما أن يتراقص فرحًا بتحقيق حلمه بالالتحاق بالكلية التي يتمناها أو يفيق على كابوس ضياع حلمه ومستقبله، ولكن التنسيق هذا العام ضم فئة كبيرة من الباكين على حلمهم الضائع. وعلى الرغم من الضغوط التي تعرض لها طلاب الثانوية العامة من تأجيل الامتحانات وتسريبها إلا أن التنسيق لم يرحم أحوالهم، وجاء ليقضي على الأمل المتبقي لديهم في تحقيق أحلامهم وأمانيهم. بدموع وحسرة روى طلاب الثانوية مأساتهم مع التنسيق: أسماء: حلم "البالطو" الأبيض ضاع بدأت أسماء حسين، علمي علوم بمجموع 94%، قصتها قائلةً:"حسبنا الله ونعم الوكيل في الوزير ضيع أحلامي..أنا كان كل أمنيتي في الحياة أدخل كلية الطب وأفرح أهلي بيا وأساعد أبويا اللي على قد حاله..حسبنا الله ونعم الوكيل". أيمن: يا خسارة فلوس الدروس الخصوصية سيطرت ملامح الغضب على وجه الطالب أيمن مصطفى، علمي رياضة بمجموع 90%، قائلًا "هيا سنة سودا من أولها...يا خسارة فلوس الدروس الخصوصية وسهر الليالي..بعد اللي حصلي دا نصيحتي لأي طالب جديد شاومنج هو الحل لا سهر ولا دروس خصوصية". سامية: "التظلم مش هيرجعلنا حقنا وهيشفط فلوسنا" أكدت سامية صلاح، أدبي بمجموع 77%، أن التظلم لن يعيد للطلاب حقوقهم، مشيرة إلى أن طلاب الدفعات السابقة أكدوا أنهم قاموا بدفع مبالغ كبيرة للتظلم ولم يحصل أي منهم على حقوقه أو يسترد ماله. خبير تربوي: رجعنا لنقطة الصفر ومن جانبه أكد الدكتور كمال مغيث، الخبير والباحث التربوي بالمركز القومي للبحوث، أن التعليم في مصر يرجع إلى الوراء، مشيرًا إلى تصريح وزارة التعليم العالي، بإلغاء التنسيق واستبداله باختبارات القبول على خلفية تسريب الامتحانات، وأن ذلك القرار لم يكن مدروسًا بدقة مما جعل الوزارة تتراجع فيه. ورجح مغيث، أن سبب التراجع عدم مطابقته للواقع، مشيرًا إلى أن الجامعات والوزارة ليست مؤهلة للاعتماد على اختبارات القبول، وأنها مبرمجة على نظام التنسيق. وأضاف أن نظام التنسيق بصفة عامة ظالم لطلاب الثانوية العامة؛ لأنه يعتمد على متغيرين الأول الأعداد التي تطلبها كل الكلية على حدة، والثاني مجموع الطلاب، وبالتالي قد يحرم طالبًا من كلية معينة بسبب مجموعه أو عدم حاجة الكلية إليه؛ على الرغم من كونه كفأ لتلك الكلية وتتناسب مع إمكانيته ومهاراته. واقترح مغيث للخروج من مأساة التنسيق، الإبقاء على مكاتب التنسيق ولكن بشرط أن تحدد اختبارات القبول مصير الطلاب بجانب المجموع، مشيرًا إلى أن المجموع يعتمد على نصوص يحفظها الطالب، بالإضافة إلى انتشار حوادث الغش وتسريب الامتحانات.