قال الرئيس السوادني، عمر البشير، اليوم الإثنين، إنه "لا يجب التعويل علي المبادرات الدولية في حل أزمة سوريا"؛ بسبب ما أسماه ب"تضارب المصالح". وخلال كلمته أمام القمة العربية على مستوى القادة في دورتها ال27 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أكد البشير على أهمية التحرك العربي في هذا الصدد لإيجاد حل سياسي للأزمة التي يعاني منها السوريون منذ أكثر من 5 سنوات. واعتبر أن غياب ممثل عن سوريا عن القمة "يقلل من اهتمامنا بوجود حل للأزمة هناك". وطالب الرئيس السوداني بموقف من الجامعة العربية مماثلا لموقف الاتحاد الأفريقي في رفض إجراءات "المحكمة الجنائية الدولية" ضده. ورأى أن "ادعاءات الجنائية الدولية ضد السودان كانت لتشويه بلادنا السودان، وتنفيذ أجندة خاصة ليس لها أي علاقة بتنفيذ عدالة دولية". وأكد على صحة ما نشرته وسائل إعلام غربية بشأن تلقي رئيسة المحكمة الجنائية، سيلفيا فيرنانديز، رشى بملايين الدولارات من أجل توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم في إقليم دارفور، غربي السودان، دون أن يقدم أدلة تثبت ما ذهب إليه. وأصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق البشير في مارس 2009 بتهم "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في إقليم دارفور المضطرب، غربي البلاد، قبل أن تضيف للرئيس السوداني تهمة "الإبادة الجماعية" في 2010. ومن وقتها اقتصرت زيارات الرجل على دول عربية وأفريقية حليفة؛ حيث استطاع استصدار قرارات من قمم أفريقية متتابعة تلزم الدول الأعضاء بعدم التعاون مع المحكمة. وفي كلمته أيضا أمام القمة، جدد البشير موقف بلاده الدعم لفلسطين ولحكومة الوفاق الليبية واليمن، ودور الكويت في المصالحة اليمنية، مطالبًا بضرورة إنشاء آلية لتنفيذ مبادرة الأمن الغذائي العربي المشترك، وكذلك التعاون العربي للقضاء على الإرهاب. وبخصوص فلسطين، أكد أن القضية الفلسطينية "ستظل قضية العرب المركزية"، لافتا إلى أنه قرر فتح مرحلة جديدة من التعاون بين فلسطين والسودان لوضع العلاقات في إطارها الصحيح عبر توقيع اتفاقيات ثقافية وسياسية تدعم صمود الشعب الفلسطيني. وانطلقت، في وقت سابق من اليوم، الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها ال27 بحضور قادة ومسؤولين عرب. وهذه هي القمة الأولى للأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي تولى مهام منصبه مطلع يوليو الجاري، وهي، أيضا، القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا طيلة تاريخها. وآلت رئاسة القمة إلى موريتانيا بعد إعلان الجامعة العربية "اعتذار" المغرب عن استضافتها، فيما قالت الرباط إنها تطلب "إرجاءها بدعوى أن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة".