أهالى الخزان: الرئيس كان ممنوعًا من التجول بالحديقة.. و"كنا بنخاف نروح ناحية الاستراحة من الحراسة" مع ذكرى ثورة 23 يوليو، واسم الرئيس محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد قيام الثورة، تعود إلى الأذهان حكاية (فيلا محمد نجيب) بمنطقة رى قناطر نجع حمادى بالخزان فى محافظة قنا. المنطقة تابعة لوزارة الرى، أشبه بالمستعمرة يقطنها العاملون بالرى وخزان نجع حمادى (القناطر) كما يتداولها العامة من أهالى قنا. وتشتهر منطقة الخزان، التى تقع على مسافة 15كيلومترًا من مدينة نجع حمادى شمالاً بوجود المنازل القديمة والاستراحات الفارهة التابعة للرى كما تتميز بالحدائق والمتنزهات ويقصدها أهالى نجع حمادى وأبوتشت فى أعياد شم النسيم، كما أن منطقة الخزان تشتهر حاليًا بأكبر سوق لبيع الأسماك الطازجة. مضى على واقعة إقامة الرئيس محمد نجيب باستراحة الرى بمنطقة الخزان بنجع حمادى نحو 60عامًا (قيد الإقامة الجبرية) بعد عزله من منصبه. البحث عن الذين عاصروا وعاشروا القصة والواقعة أشبه بالبحث عن إبرة وسط كومة، من القش، لأن أعمار من هم على قيد الحياة بالمنطقة الآن تتراوح ما بين الستين والسبعين عامًا وكانت أعمارهم وقتها ما بين خمسة إلى عشرة أعوام بمعنى أنهم لا يدركون حقيقة الواقعة جيدًا ومنهم من سمعها من والده ومن الروايات والحكايات المتناقلة والمتداولة حتى الآن. لا يوجد بالمنطقة الآن من أهالى الخزان القدامى سوى عم دسوقى كان والده يعمل برى قناطر نجع حمادى وكان عمره وقتها نحو14عامًا ثم التحق بالعمل برى قناطر نجع حمادى بوظيفة(غطاس) وكان من أمهر الغطاسين بالمنطقة وجنوب الصعيد، كما يعيش بالمنطقة أيضًا عم محمود دياب وعمره الآن 76عامًا وكان عمره وقتها 16عامًا . يقول عم دسوقى أحمد، كان عمرى وقتها 14سنة وكنا نسكن فى مساكن رى قناطر نجع حمادى، بحكم عمل والدى وكانت استراحة الرى الفاخرة والمطلة على النيل مباشرة من أهم الاستراحات فى نجع حمادى ومحافظة قنا بأكملها، وكانت مخصصة للكبار والشخصيات المهمة ولذلك فهى مغلقة دائمًا ولا تفتح إلا عندما يحضر شخص مهم. وأضاف، أننا كنا نعرف ذلك من خلال نوعية الحراسات وطاقم العمل بالاستراحة زى الطباخ وخلافه، وكنا نلعب الكرة وألعاب الأطفال الأخرى بجوار الفيلا طالما كانت مغلقة وعندما تفتح أبوابها ونجد الحراسات عليها لا نقترب منها وأهم شىء كان يشغل بالنا ونعمله فزورة هو مين فى الاستراحة النهاردة؟ وأوضح، أن الفنانين كانوا يحضرون للإقامة فى الفيلا، وتصوير الأفلام وسمعنا أن مريم فخر الدين ومحسن سرحان حضرا للخزان وأقاما بالفيلا وصوروا فيلمًا مش متذكر اسمه بخلاف قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية وقيادات الأمن البارزين وقتها. وعن إقامة الرئيس محمد نجيب يقول: تفاجآنا وقتها بحضور طاقم حراسة على أعلى مستوى وكان طاقم (ميرى) يعنى تابع للبوليس الحربى وكالعادة قررنا عدم الاقتراب من الاستراحة وأخذنا نبحث عن اسم الضيف المهم جدًاجدًا اللى جاى يقيم فى الاستراحة وعرفنا بعد كام يوم من حضوره أنه الرئيس محمد نجيب، حيث كان يقيم فى الدور الثانى للفيلا وكانت الشبابيك مفتوحة ولكن ماحدش شافه منها. وتابع، أن الفيلا كانت تتكون من طابقين, الأول يضم حديقة وساحة واسعة ومطبخًا ومكتبًا وغرفة, والثانى يضم خمس غرف مخصصة للنوم. وأشار، إلى أنه كان ممنوعًا من القعدة فى الحديقة وعرفنا أنه دخل الفيلا مع أزل طلوع الشمس وأنه جاء نجع حمادى فى قطار مخصوص وما كملشى كتير فى استراحة الخزان يادوب أسبوع ومشى، على حسب قوله. وأكد، أنه بعد مغادرته للفيلا، تم غلقها ومشت الحراسات ورجعنا نلعب تانى عند الفيلا وكانت زيارة الرئيس محمد نجيب مختلفة عن الزيارات اللى فاتت وكنا ننظر للفيلا ونقول (يا بختك جاكى رئيس جمهورية ونام وعاش جواكى) ومن يومها وإحنا نقول عليها يلانلعب عند فيلا محمد نجيب. فيما أضاف عم محمود دياب قائلاً ( ياه كانت أيام حلوه وجميلة وكنا نحكيها لأولادنا زى ماسمعناها من كبارنا وكنا نفتخر بأننا عايشين فى الخزان اللى بيجيه الناس المهمة وكمان بتجيه الناس فى شم النسيم حتى الآن). شاهد الصور..