استضافة الداعية التركي "فتح الله كولن" في مصر، المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري التركي الفاشلة إذا وافقت الولاياتالمتحدة على تسليمه إلى تركيا أو قامت بترحيله، دعوة تبناها الإعلامي أحمد المسلماني، وأثارت الشكوك حول أسبابها ونتائجها، وعما إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي سيستجيب إليها من عدمه. وأرجع المسلماني، في برنامج "الطبعة الأولى" على قناة "دريم" الفضائية، دعوته إلى أن استضافة مصر ل"كولن" شبيهة لاستضافة الرئيس التركي لمن وصفهم بأنهم يضايقون النظام المصري والأنظمة العربية والإسلامية، واصفًا الرجل بأنه مثقف ومفكر وفيلسوف وموسوعة، بالإضافة إلى أنه شخصية مهمة بالنسبة لحركات الإسلام الاجتماعي في العالم، ويعتبر أقوى شخصية في الولاياتالمتحدة وألمانيا بالنسبة للمجتمع التركي. وتعليقًا على تلك الدعوة، وصف الخبير في الشأن التركي، الدكتور كرم سعد، المقترح بأنه بعيد عن المنطق، وأنه من قبيل الاستهلاك المحلي فقط؛ خاصة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أكد أن تركيا لم تتقدم بطلب رسمي لتسليم "كولن". وأضاف الخبير في الشأن التركي، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الولاياتالمتحدة ليس لديها نية لتسليم الرجل؛ خاصة أنه يتمتع بالوضع السياسي والقانوني السليم هناك، وبالتالي فالحديث عن إعطاء إقامة له في مصر مقابل وجود إخوان في تركيا حديث غير معقول من الأساس - على حسب قوله. وعن أسباب تلك الدعوة أكد سعد، أنه نكاية في الإخوان، وورقة ضغط على الرئيس التركي لتغيير موقفه العدائي ضد النظام المصري أو الضغط على الحكومة التركية لتسليم قيادات الإخوان للنظام المصري، بالإضافة إلى إغلاق القنوات والفضائيات التركية التي تعادي مصر وتدافع عن الإخوان أو دفع تركيا إلى الإسراع نحو المصالحة مع مصر. ونفى أن يستجيب الرئيس لتلك الدعوة؛ خاصة أنها دعوة غير قائمة على أساس سليم وستؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات المصرية التركية؛ وهو ما لا تريده مصر في الفترة الحالية. وفي ذات السياق، نفي الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور سعيد اللاوندي، أن يستجيب رئيس الجمهورية لتلك الدعوة أو يلتفت إليها من الأساس، واصفًا الدعوة ب"التافهة"، مشيرًا إلى رغبة مصر في تحسين علاقاتها مع تركيا والابتعاد عن كل ما يزيد العداء معها؛ خاصة أن مصر يجب أن تقف على نفس المسافة من كل دولة. وعن أسباب تلك الدعوة في هذا التوقيت تحديدًا، أكد "اللاوندي"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنها نكاية في الإخوان، بالإضافة إلى أنه قد تكون ردًا على رفع الرئيس التركي إشارة رابعة عقب تلك الأزمة، وهو ما يعني استمرار عدائه للنظام المصري، وعدم اعترافه بشرعية ثورة 30 يونيو وحكم الرئيس السيسي، فضلًا عن الرغبة في منع أردوغان من التدخل في الشأن الداخلي المصري.