أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية، على أن زيارة سامح شكري وزير الخارجية، إلى إسرائيل، تؤكد على "تطور ومتانة العلاقات الإسرائيلية المصرية". وأبرزت صحيفة "إسرائيل اليوم"، خبر الزيارة مرفقا بصورة على الصفحة الأولى، في وقت اكتفت فيه صحيفة "هآرتس" بنشر الخبر بدون صورة. أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأوسع انتشارا، فلم تنشر الخبر على صفحتها الأولى، واكتفت بنشره في الصفحات الداخلية. ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صورة له وهو يصافح وزير الخارجية. وأشارت إلى أن الزيارة تأتي بعد مرور 9 أعوام على آخر زيارة مماثلة. أما صحيفة "هآرتس"، فقالت إن مصر معنية باستضافة محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. ولفتت إلى أن المحادثات ستتناول صياغة رزمة من خطوات "بناء الثقة"، بهدف تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتحسين الأجواء بين الجانبين. وتناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخبر في صفحاتها الداخلية، بعد أن أفردت الصفحة الأولى لصورة لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وقرار المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت إجراء فحص فيما إذا كان هناك مجال لإجراء تحقيق جنائي في شبهات فساد تتعلق بنتنياهو. وكانت إسرائيل قد أعلنت في أكثر من مناسبة عن رفضها للمبادرة الفرنسية الداعية لعقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام الجاري، لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بمتابعة دولية وهي المبادرة التي رحب بها الفلسطينيون. وقال باراك رافيد، المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، في مقال اليوم إن" وصول شكري لزيارة علنية في القدس، بعد تسع سنوات من وصول سلفه أحمد أبو الغيط إلى هنا آخر مرة، هو إنجاز سياسي في حد ذاته". وقال: " خلال العامين الماضيين كانت هناك اتصالات منتظمة بين القيادتين المصرية والإسرائيلية، ومكالمات هاتفية متكررة بين نتنياهو والسيسي، وسفر مبعوثين إسرائيليين ومصريين بين البلدين، ولكن حتى الآن تم كل شيء على مستوى منخفض وفي كثير من الحالات بسرية تامة". ولكنه استدرك: " سيبقى هذا الإنجاز الدبلوماسي محدود الضمان، زيارة شكري يمكن أن تكون بداية لانفراجة دبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية ولكن يمكن أيضا أن تكون حدثا لمرة واحدة لن يؤدي إلى شيء". واستذكر تسفي برئيل، المحلل الأمني في صحيفة "هآرتس" في مقال نشر اليوم، أن الرئيس الأسبق حسني مبارك عادة ما كان يوفد رئيس المخابرات الراحل اللواء عمر سليمان للتوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين وليس وزير الخارجية. وقال: " قرار إيفاد وزير الخارجية يشير إلى مستوى جديد من العلاقات هي أقرب إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية ولا تكتفي فقط بالتعاون الاستخباراتي". ولفت إلى أن شكري لم يقدم مبادرة مكتوبة، وإنما اكتفى بعرض الوساطة المصرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.