توقعت مؤسسة كريستيان ساينس مونيتور الإعلامية الأمريكية أن شباب جماعة الإخوان المسلمين فى طريقهم إلى استخدام العنف بعد الظروف التى يمر بها التنظيم خلال ال3 سنوات الماضية وخاصة فى مصر والأردن. وقال المؤسسة إنه منذ خمس سنوات فقط بدا نجم جماعة الإخوان المسلمين صاعدا لكنها فقدت آخر معقل حقيقي لها في العالم العربي في ربيع هذا العام بعدما أغلقت السلطات الأردنية المقر الرئيسي للجماعة في عمان. وأضافت أن صعود نجم الحركة تزامن مع ثورات الربيع العربي، وسعي كل من قطر وتركيا إلى تصدير النزعة الإسلامية من الخليج إلى شمال أفريقيا، لكن الجماعة تعاني الآن من حملة قمع مدمرة في مصر وقرارات حظر في معظم دول الخليج العربي، ثم في الأردن حاليا. إن أحدث دقات ناقوس الموت الصادرة من الأردن وضعت الجماعة في مفترق طرق أيديولوجي، حيث عليها الاختيار بين إن كانت سترضخ لشباب الجماعة الداعين لاتباع نهج أكثر عنفا أو أن تقوم بصياغة هوية جديدة ربما على نمط "الديمقراطيين المسلمين" في تونس. وقال التقرير إن البعض يخشى من أن فشل الجماعة في استعادة نفوذها كحركة سياسية مشروعة يمكن أن يؤدي إلى زيادة التطرف في المنطقة. وذكر التقرير أنه بدلا من الإخوان يقوم السلفيون، بما في ذلك بعض الجهاديين، بتنظيم موائد الرحمن في رمضان. ويهيمن قادة التيار السلفي المتشدد على البرامج الاذاعية والتلفزيونية في الأردن. وفي مصر، أصبح سلفيون مثل حزب النور هم الاسلاميون الوحيدون في البرلمان. وقال حسن أبو هنية، وهو خبير أردني في الحركات الإسلامية، إن "الخسائر التي منيت بها جماعة الإخوان المسلمين هى انتصار للسلفيين الذين يحاولون السيطرة على تفسير الإسلام". ويهدد العديد من الناشطين الشباب في الأردن بالانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إذا لم يسمح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية، قائلين "داعش هي البديل الوحيد لنا"، لكن لا يوجد بعد دليل على مثل هذا التوجه. وقال التقرير إن قيادة الشباب في الإخوان تتطلع الآن إلى جماعة إخوانية أكثر عنفا وقوة عما ما كانت عليه في الماضي، لمواجهة الضغوط الإقليمية. ويقول اريك تريجر، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن "المسألة تتعلق بما إذا كان على الجماعة أن تعمل للعودة الى السلطة على المدى الطويل وأن تركز بدلا من ذلك على الدعوة حاليا، أو ما إذا كان ينبغي لها العمل للعودة إلى السلطة في المدى القريب". ويضيف تريجر إن "جيل الشباب يرى أن الجماعة تولت السلطة في لحظة ما ثم اخذت منهم. وهم يريدون العودة الآن". وفي حين تدفع حملات القمع بعض الناشطين الشباب ليصبحوا متشددين، إلا أن الضغط له تأثير معاكس أيضا، يتمثل في دفع كثير من القادة إلى النظر في جعل الحركة أكثر اعتدالا، وجاذبة لغير الاسلاميين، وأن تبدو أقل تهديدا للأنظمة، حسب التقرير. ويتمثل جزء محوري من هذا الجهد في الفصل بين نشاط الدعوة الذي تقوم به جماعة الإخوان وبين السياسة. ويعتقد قادة الحركة أنه يمكنها بذلك تجنب الترويع والعداء الذي أثارته لدى الجماعات السياسية اليسارية والعلمانية، التي دعمت في وقت لاحق الإطاحة بالجماعة في مصر. ويقول أبو سكر "فصل الدعوة عن السياسة ليس مجرد نظرية.. لقد أصبح ضرورة" مضيفا أن "الزمن يتغير، وعلينا أن نتغير معه". وذكر التقرير أن جماعة الإخوان ترى نموذجا يحتذى في حركة النهضة الاسلامية التونسية، التي شاركت مرتين في حكومات ائتلافية مع أحزاب علمانية وأعلنت الشهر الماضي عن وقف جميع الأنشطة الدينية، والتخلي عن صفة الاسلامي في اسم حزبها. وأصبح الاسم الجديد "الديمقراطيين الإسلاميين". ويعتقد قادة لجماعة الإخوان المسلمين، أن إعادة الصياغة على هذا النحو ستسمح لهم بالعودة إلى المجال السياسي الأردني وحتى فتح فرص في الخليج العربي وغيره. ولكن الفكرة أصابها الجمود بسبب صراعات داخلية في جماعة الإخوان في مصر والإردن، الأمر الي دفع دفع بعض قادة الإخوان إلى العمل بشكل منفرد وإنشاء أحزاب "ديمقراطية إسلامية" منفصلة.