نعلن نحن الموقعين أدناه من نواب برلمان الثورة المصرية غضبنا واستياءنا الشديد من محاولات التدخل الأمريكى المتكررة والفجة فى الشئون المصرية، والتى لم تتوقف منذ بدء الثورة، والسعى المتواصل لانتهاك سيادتنا الوطنية وآخرها ما يجرى الآن بشأن المنظمات الأمريكية الثلاث المعهد الجمهورى والمعهد الديمقراطى وفريدوم هاوس.. وهو التدخل الذى ظهر فى عشرات الاتصالات والزيارات والتهديدات من قبل الرئيس أوباما ووزير دفاعه ووزارة الخارجية والعدل ورجال الكونجرس والسفارة الأمريكية. *** ونؤكد نحن نواب الشعب المصرى أننا نرفض هذه الممارسات لعديد من الأسباب أهمها: • إنها تتناقض مع قواعد السيادة الوطنية المنصوص عليها فى كل الدساتير وكل المواثيق الدولية. • إنها تنتهك مبدأ استقلال السلطات، وتمثل تحريضًا للسلطات التنفيذية المصرية على التدخل فى شئون السلطة القضائية. • إنها تحمل مطالبات بامتيازات خاصة للمواطنين الأمريكيين فى مصر يحرمها القانون وتذكرنا بامتيازات الاحتلال البريطانى قبل الاستقلال. • كما أنها تحمل نزعات للتعالى والعنصرية، حين تضغط للسماح لمنظماتها بالنشاط فى مصر، فى وقت يجرم فيه الدستور والقوانين الأمريكية أى أعمال مماثلة على أراضيها. • كما أن فيها استخفافًا بالشعب المصرى وثورته، حين تضغط لاستمرار ذات السياسات التى كان يتبعها نظام مبارك فى علاقته غير المتوازنة مع الولاياتالمتحدة، وكأنه لم تقم ثورة. • وتثير شكوكا حول حقيقية النوايا الأمريكية فى القبول بمبدأ التعامل بندية الأحرار بين الدولتين المصرية والأمريكية. • وتلجأ إلى ذات الأسلوب الذى أفقد الولاياتالمتحدة كثيرًا من مصداقيتها لدى شعوب العالم، من خلال اتباع سياسة ((الصداقة أو التحالف بالإكراه)) تحت ضغط المساعدات والمعونات والقروض. • كما أنها تحمل فى طياتها شبهات التضليل والكذب المُجَّرمة فى الدستور والقوانين الأمريكية ذاتها، وذلك حين يدعى ممثلو الإدارة الأمريكية ومبعوثوها أنها منظمات غير حكومية ولا تتدخل فى االشئون الداخلية، رغم ما هو ثابت ومعلوم من أنها وثيقة الصلة بالإدارة الأمريكية وأجهزة استخباراتها. • كما أنها تسبب ضررًا بالغًا حين تحاول إفساد عدد من المواطنين المصريين من خلال إغداق الأموال الأمريكية عليهم بلا أى ضوابط أو رقابة أو شفافية. • وتحرضهم ضد سيادة الدولة المصرية وقوانينها. • كما تقوم بخلط للأوراق وقلب للحقائق حين تضع هذه المنظمات الأمريكية فى سلة واحدة مع المنظمات الحقوقية المصرية، فتدعى أن منع الأولى من النشاط هو اعتداء على الثانية. • كما تعمل على بث مشاعر الشك والفرقة بين المصريين من أبناء الوطن الواحد، الذين قد يتشككون فى كثير من الممارسات خوفًا من أن يكون وراءها تمويل أجنبى. • وتضرب فى العمق قاعدة المساواة بين المصريين حين تتقدم بالدعم إلى أفراد وجماعات لتقويتها فى مواجهة آخرين. • وتتحدى المشاعر الفطرية بالكرامة والعزة الوطنية بكل فجاجة حين تخترق العمق المصرى وحين تهدد وتتوعد فى كل مناسبة بقطع المعونات ما لم نلتزم بالمصالح والمطالب الأمريكية. • كما أن استمراء الضغط علينا بهذا الشكل الفج، يحمل فى طياته افتراضًا وقحًا بأن المصريين تنقصهم الشجاعة لرفض سياساتكم والتصدى لها. *** بناء على كل ما سبق وغيره الكثير، نعلن رفضنا لكل هذا التدخل وهذه الضغوط، ونطالبكم برفع أيديكم عنا، وننبهكم إلى أنه ليس من الحكمة استفزاز شعب فى حالة ثورة. الموقعون أدناه:؟؟؟ [email protected]