فى محاولات لتخفيض حجم استهلاك الطاقة لتقليل الأزمات الناجمة عن عدم تلبية متطلبات المواطنين، دعمت الحكومة ممثلة فى وزارة الكهرباء حملة إعلانية ممولة من البنك المركزى لترشيد الطاقة فى جميع القنوات الفضائية الخاصة، وأخرى لمواجهة الفساد الموجود فى جميع مؤسسات الدولة. واستخدمت الحكومة الممثل الكوميدى الصاعد فؤاد بيومي، الذى لمع نجمه فى موسم الدراما والإعلانات الرمضانية هذا العام بشكل لافت للنظر, كبطل لها لتوعية المواطنين وحثهم على ترشيد الكهرباء ومنع المواطنين من تعطيل أعمال الموظفين فى المؤسسات الحكومية مما يوصف بالفساد. ونص الدستور، على تأسيس هيئة عليا لمكافحة الفساد لم يتم تفعيلها على أرض الواقع حتى الآن. ويرى خبراء سياسيون، أن اتجاه الحكومة للاعتماد على حملات إعلامية ممولة يثبت فشلها وعدم قدرتها على مواجهة الفساد المستشرى على أرض الواقع. من جهته قال مجدى حمدان الأمين العام للجبهة الوطنية لمكافحة الفساد, من المستغرب أن الدولة التى عزلت رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات كاشف الفساد تقوم بتعيين هشام بدوى أحد الذين قدم فيهم تقرير فساد رئيسًا للجهاز, مما يدلل أن هذا القرار هو جزء من خطة إلهاء الشعب والتحايل على أحد مواد الدستور، التى تؤكد وجود هيئة عليا لمكافحة الفساد, وحتى الآن لم يتم تنفيذها, واتجهت الدولة بدشين الإعلانات مدعية محاربة الفساد- حسب قوله. وأضاف حمدان فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الفساد لا يحارب بالإعلانات، ولابد من وجود منظومة عمل متكاملة فى جميع مؤسسات الحكومة لتجفيف منابعه وما قامت به الحكومة هو ابعد ما يكون عن مكافحة الفساد، مؤكدًا أنه لو كانت هناك نية مبيته لمكافحة الفساد لتم عزل الهيئات التى أنشأها إبراهيم محلب والتى عينت عاملى الوزارات رقباء على وزاراتهم. أما عن ترشيد الكهرباء فيرى حمدان، أن لدولة تتغنى بالانجازات والمحطات وتقول إن لديها فائض تسعى لتصديره فكيف يكون لديها أزمة فى الطاقة وتقاومها بحملة دعائية ممولة للترشيد فى الاستخدام, موضحًا أن الدستور نص صراحة على مفوضية عليا لمكافحة الفساد ولم ينص على إعلانات ملهاة وانجاز ينسب للجنة إدارة الأزمات الجديدة التى تحاول خداع الشعب بالإعلانات, الذى يعد فشلا آخر يضاف إلى منظومة الفشل فى إدارة الدولة. ومن جهته يرى سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن حملات التوعية العامة تتم فى كل دول العالم ولكن الاستجابة لها يتوقف على مدى مصداقية الجهة المقدمة لها, ونوعية المشاهدين ومدى إحساسها بالمسئولية تجاه المجتمع. وأضاف فى تصريح خاص ل"المصريون"، أنه ليس من المفترض أن تقوم الحكومة بتوعية الناس وحثهم على ترشيد الكهرباء فى حين لا تلتزم هى بترشيدها وتترك الإنارة فى الشوارع وفى وضوح النهار، كما أنها تدعو الناس لعدم الغش والابتعاد عن الفساد فى الوقت الذى تعج فيه مؤسسات الدولة الحكومية بالفساد دون محاسبة أو مراقبة. وأكد، أن محاربة الفساد تبدأ بإخضاع الدولة بجميع أجهزتها للمراقبة والمحاسبة بما فيها ميزانية الأجهزة السيادية والأمنية التى ترفض مراقبتها حتى الآن، مع الإعلان عن العقوبات التى سيتم توقيعها فى حالة مخالفة القوانين وتعطيل مصالح المواطنين والمساعدة فى تفشى الفساد فى المجتمع . وأضاف، أنه فى الوقت الذى تطلق فيه الحكومة حملة لمحاربة الفساد نرى تسرب امتحانات الثانوية العامة فى عرض مستمر مما يعنى أن الحملات الدعائية لن تأتى بنتيجة فى ظل عدم قدرة الدولة على محاربة الفساد من القاع . ولفت إلى أن هناك أولوية يجب أن تعتمدها الدولة فى حملاتها الدعائية بجانب العمل على حل المشكلات على أرض الواقع، ويجب أن تبدأ بحجم الزيادة السكانية الهائل والمستمر والذى يتسبب فى ظل نقص الوعى والتعليم والصحة فى تفشى الفساد والإرهاب والبيروقراطية فى الأجهزة .